فهرس الكتاب
الصفحة 461 من 639

> > على أن الأئمة الأربعة وغيرهم من أهل العلم ، قد نهوا عن تقليدهم مع ظهور السنة ، > فكلام أحمد الذي ذكره المصنف كاف عن تكثير النقل عنه . > > وقال أبو حنيفة: ' إذا جاء الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء عن > ' الصحابة فعلى الرأس والعين ، وإذا جاء عن التابعين ، فنحن رجال وهم رجال ' . > > وفي ' روضة العلماء ' سئل أبو حنيفة إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالفه ؟ قال: اتركوا > قولي لكتاب الله ، قيل: إذا كان قول الرسول يخالفه ؟ قال: اتركوا قولي لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، > قيل: إذا كان قول الصحابة يخالفه ؟ قال: اتركوا قولي لقول الصحابة ' ، فلم يقل: هذا > الإمام ما يدعيه جفاة المقلدين له أنه لا يقول قولاً يخالف كتاب الله ، حتى أنزلوه بمنزلة > المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى . > > وروى البيهقي في ' السنن ' عن الشافعي أنه قال: ' إذا قلت قولاً وكان عن النبي صلى الله عليه وسلم > خلاف قولي فما يصحح من حديث رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أولى فلا تقلدوني ' . > > وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ' إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم > فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعوا ما قلت ' . > > وتواتر عنه أنه قال: ' إذا صح الحديث أي: بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط ' . > > وقال مالك: ' كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ' . وكلام الأئمة مثل > هذا كثير . فخالف المقلدون ذلك ، وجمدوا على ما وجدوه في الكتب المذهبية ، سواء كان > صواباً أم خطأ مع أن كثيراً من هذه الأقوال المنسوبة إلى الأئمة ليست أقوالاً لهم منصوصاً > عليها ، وإنما هي تفريعات ووجوه واحتمالات وقياس على أقوالهم ، ولسنا نقول: إن الأئمة > على خطأ ، بل هم إن شاء الله على هدى من ربهم ، وقد قاموا بما أوجب الله عليهم من > الإيمان بالرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومتابعته ، ولكن العصمة منتفية عن غير الرسول ، فهو الذي ^ ( وما ينطق > عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى * [ النجم: 3 - 4 ] فما العذر في اتباعهم وترك اتباع الذي > لا ينطق عن الهوى ؟ ! > > قوله: ' لعلَّه ' . أي: لعل الإنسان الذي تصح عنده سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . > قوله: ' إذا رد بعض قوله ' ، أي: قول النبي صلى الله عليه وسلم . > > قوله: ' أن يقع في قلبه شيءُ من الزيغ فَيَهْلَك ' . هذا تنبيه على أن رد قول الرسول صلى الله عليه وسلم > سبب لزيغ القلب الذي هو سبب الهلاك في الدنيا والآخرة فإذا كانت إساءة الأدب معه في > الخطاب سبباً لحبوط الأعمال كما قال تعالى: ^( لاَ ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا > له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ أن تَحبَطَ أَعمَلُكم وأنتم لاَ تشعرونَ ) ^ [ الحجرات: 2 ] فما ظنك > برد أحكامه وسنته لقول أحد من الناس كائناً من كان ؟ . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام