فهرس الكتاب
الصفحة 462 من 639

> > قال شيخ الإسلام: فإذا كان المخالف عن أمره قد حذر من الكفر والشرك ، أو من > العذاب الأليم دل على أنه قد يكون مفضياً إلى الكفر والعذاب الأليم ، ومعلوم أن إفضاءه > إلى العذاب هو مجرد فعل المعصية ، فإفضاؤه إلى الكفر إنما هو لما يقترن به من استخفاف > بحق الآمر ، كما فعل إبليس لعنه الله . > > فإذا علمت أن المخالفة عن أمره صلى الله عليه وسلم سبب للفتنة ، التي هي الشرك والعذاب الأليم في > الدنيا والآخرة ، عملت أن من رد قوله وخالف أمره لقول أبي حنيفة ، أو مالك أو غيرهما ، > لهم النصيب الكامل ، والحظ الوافر من هذه الآية ، وهذا الوعيد على مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم ، وقد > استدل بهذه الآية كثير من العلماء على أن أصل الأمر للوجوب حتى يقوم دليل على > استحبابه . > > قال: عن عَدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: ^ ( اتخذوا أحبارهم > ورهبنهم أربابا من دون الله ) ^ [ التوبة: 31 ] فقلت له: إنا لسنا نعبدهم . قال: أليس > يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت: بلى قال: فتلك > عبادتهم ' . رواه أحمد والترمذي وحسنه . > > ش: هذا الحديث قد روي من طرق فرواه ابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، > وابن جرير وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في ' السنن ' > وفيه قصة اختصرها المصنف . > > قوله: ' عن عدي بن حاتم ' ، أي: الطائي المشهور وهو ابن عبد الله بن سعد بن > الحشرج بفتح المهملة وسكون المعجمة وآخره جيم ، مات مشركاً ، وعدي يكنى أبا طريف > بفتح المهملة صحابي شهير ، حسن الإسلام ، مات سنة ثمان وستين وله مائة وعشرون > سنة . > > قوله: ' فقلت: إنا لسنا نعبدهم ' عن ظن عدي أن العبادة المراد بها التقرب إليهم بأنواع > العبادة ، من السجود والذبح والنذر ونحو ذلك فقال: إنا لسنا نعبدهم . > > قوله: ' أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ' . إلى آخر هصرح صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث > بأن عبادة الأحبار والرهبان هي طاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام ، وهو طاعتهم في > خلاف حكم الله ورسوله . > > قال شيخ الإسلام: وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله حيث > أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وعكسه يكونون على

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام