فهرس الكتاب
الصفحة 460 من 639

> من أهل العلم أبو عمر بن عبد البر وغيره قال الله تعالى: ! 2 < اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون > 2 ! [ الأعراف: 3 ] وقال تعالى: ^ ( وإن تُطيعوه تهتدواْ > وما على الرسولِ إِلا البلغ المُبين ) ^ [ النور: 54 ] فشهد تعالى لمن أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم بالهداية ، > وعنده جفاة المقلدين أن من أطاعه صلى الله عليه وسلم ليس بمهتد إنما المهتدي من عصاه ، وعدل عن > أقواله ، ورغب عن سنته إلى مذهب أو شيخ ونحو ذلك ، وقد وقع في هذا التقليد المحرم > خلق كثير ممن يدعي العلم والمعرفة بالعلوم ، ويصنف التصانيف في الحديث والسنن ، ثم > بعد ذلك تجده جامداً على أحد هذه المذاهب ، ويرى الخروج عنها من العظائم . > > وفي كلام أحمد إشارة إلى أن التقليد قبل بلوغ الحجة لا يذم ، إنما المذموم المنكر > الحرام الإقامة على ذلك بعد بلوغ الحجة ، نعم وينكر الإعراض عن كتاب الله ، وسنة > رسوله صلى الله عليه وسلم ، والإقبال على تعلم الكتب المصنفة في الفقه استغناء بها عن الكتاب والسنة ، بل > إن قرؤوا شيئاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنما يقرؤون تبركاً لا تعلماً وتفقهاً ، أو لكون > بعض الموقفين وقف على من قرأ البخاري مثلاً ، فيقرؤونه لتحصيل الوظيفة لا لتحصيل > الشريعة ، فهؤلاء من أحق الناس بدخولهم في قول الله تعالى: ^ ( وقد ءاتينك من لدنا > ذكراً * من أَعرض عنهُ فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خلدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً * ) ^ > [ طه: 100 - 101 ] وقوله تعالى: ^ ( ومن أعرض عن ذكري فإن لهُ معيشةً ضنكاً ونحشُرُهُ يَومَ > القيامة أَعمى * ) [ طه: 124 ] إلى قوله ^ ( وَلعذابُ الأخرة أَشدُ وأبقى ) ^ [ طه: 127 ] . > > فإن قلت: فماذا يجوز للإنسان من قراءة هذه الكتب المصنفة في المذاهب ؟ قيل: يجوز من ذلك قراءتها على سبيل المثال الاستعانة بها على فهم الكتاب والسنة ، وتصوير المسائل ، > فتكون من نوع الكتب الآلية أما أن تكون هي المقدمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، > الحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه ، المدعو إلى التحاكم إليها دون التحاكم إلى الله > والرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا ريب أن ذلك مناف للإيمان مضاد له كما قال تعالى: ^ ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت > ويسلموا تسليما * ) ^ [ النساء: 65 ] . > > فإذا كان التحاكم عند المشاجرة إليها دون الله ورسوله ، ثم إذا قضى الله ورسوله أمراً > وجدت الحرج في نفسك ، وإن قضى أهل الكتاب بأمراً تجد حرجاً ، ثم إذا قضى > الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر لم تسلم له ، إذا قضوا بأمر سلمت له ، فقد أقسم الله تعالى سبحانه وهو > أصدق القائلين بأجل مقسم به ، وهو نفسه تبارك وتعالى أنك لست بمؤمن والحالة هذه وبعد > ذلك ، فقد قال الله تعالى: ^ ( بل الإنسن على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره * ) 8 [ القيامة > 14 -

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام