> أحمد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعاً ، ثم جعل > يتلو: ! 2 < فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة > 2 ! الآية وجعل يكررها ويقول: وما الفتنة > إلا الشرك لعله إذا أراد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه ، فيهلكه وجعل يتلو هذه > الآية: ! 2 < فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم > 2 ! [ النساء: 65 ] . > > وقال أبو طالب عن أحمد وقيل له: إن قوماً يدعون الحديث ، ويذهبون إلى رأي > سفيان ؟ فقال: أعجبت لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى > رأي سفيان وغيره . قال الله: ! 2 < فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم > 2 ! [ النور: 63 ] وتدري ما الفتنة ؟ الكفر قال الله تعالى: ! 2 < والفتنة أكبر من القتل > 2 ! [ البقرة: 217 ] فيدعون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي . > ذكر ذلك شيخ الإسلام قلت: وكلام أحمد في ذمة التقليد وإنكار تأليف كتب الرأي كثير > مشهور . > > قوله: ' عرفوا الإسناد ' ، أي: إسناد الحديث وصحته ، أي: صحة الإسناد وصحته دليل > على صحة الحديث . > > قوله: ' يذهبون إلى رأي سفيان ' ، أي: الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه ، > وكان له أصحاب ومذهب مشهور فانقطع . > > ومراد أحمد الإنكار على من يعرف إسناد الحديث وصحته ، ثم بعد ذلك يقلد سفيان > أو غيره ، ويعتذر بالأعذار الباطلة إما بأن الأخذ بالحديث اجتهاد والاجتهاد انقطع منذ زمان ، > وإما بأن هذا الإمام الذي قلدته أعلم مني ، فهو لا يقول إلا بعلم ، ولا يترك هذا الحديث مثلاً > إلا عن علم ، وإما بأن ذلك اجتهاد ، ويشترط في المجتهد أن يكون عالماً بكتاب الله عالماً > بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وناسخ ذلك ومنسوخه ، وصحيح السنة وسقيمها ، عالماً بوجوه > الدلالات عالماً بالعربية والنحو والأصول ، ونحو ذلك من الشروط التي لعلها لا توجد > تامة في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، كما قاله المصنف ، فيقال له: هذا إن صح ، > فمرادهم بذلك المجتهد المطلق ، أما أن يكون ذلك شرطاً في جواز العمل بالكتاب والسنة ، > فكذب على الله ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أئمة العلماء ، بل الفرض والحتم على المؤمن إذا > بلغه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلم معنى ذلك في أي شيء كان أن يعمل به ولو خالفه من > خالفه ، فبذلك أمرنا ربنا تبارك وتعالى ونبينا صلى الله عليه وسلم ، وأجمع على ذلك العلماء قاطبة إلا جهال > المقلدين وجفاتهم ، ومثل هؤلاء ليسوا من أهل العلم ، كما حكى الإجماع على أنهم ليسوا >