فهرس الكتاب
الصفحة 437 من 639

> > قوله: ' إن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء ' بكسر المهملة وفتح الظاء فيهما ، ويجوز ضمها > مع سكون الظاء ، أي: من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم ، فعظمة الأجر وكثرة الثواب مع > عظم البلاء كيفية وكمية جزاء وفاقاً . > > قلت: ولما كان الأنبياء عليهم السلام أعظم الناس جزاء كانوا أشد الناس بلاء ، كما في > حديث سعد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء ؟ قال: ' الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلي > الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ، ابتلي > على قدر دينه ، فما يبرح بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ' رواه > الدارمي ، وابن ماجه ، والترمذي وصححه . > > وقد يحتج بقوله: ' إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ' من يقول: إن المصائب والأسقام > يثاب عليها غير تكفير الخطايا ، ورجح ابن القيم وغيره أن ثوابها تكفير الخطايا فقط إلا إن > كانت سبباً لعمل صالح كالتوبة ، والاستغفار والصبر والرضى ، فإنه حينئذ يثاب على ما تولد > منها كما في حديث ' إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها ، أو قال: لم ينلها بعمله ابتلاه > الله في جسده ، أو في ولده ، أو في ماله ، ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله > عز وجل ' رواه أبو داود في رواية ابن داسة والبخاري في ' تاريخه ' وأبو يعلى في ' مسنده ' > وحسنه بعضهم . وعلى هذا فيجاب عن الأول ' إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ' أي: إذا > صبر واحتسب . > > قوله: ' وإن الله إذا أَحب قوماً ابتلاهم ' صريح في حصول الابتلاء لمن أحبه الله ، ولما > كان الأنبياء عليهم السلام أفضل الأحباب كانوا أشد الناس بلاء ، وأصابهم من البلاء في الله > ما لم يصب أحداً لينالوا بذلك الثواب العظيم ، والرضوان الأكبر وليأتسي بهم من بعدهم ، > ويعلموا أنهم بشر تصيبهم المحن والبلايا فلا يعبدونهم . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام