فهرس الكتاب
الصفحة 423 من 639

> [ الأنفال: 24 ] فأي قرار لمن هذه حاله ؟ ! ومن أحق بالخوف منه ؟ ، بل خوفه لازم به في كل > حال ، وإن توارى عنه بغلبة حال أخرى عليه ، فالخوف حشو قلبه ، ولكن توارى عنه بغلبة > غيره ، فوجود الشيء غير العلم به ، فالخوف الأول ثمرة العلم بالوعد والوعيد ، وهذا > الخوف ثمرة العلم بقدرة الله عز وجل وعزته وجلاله ، وأنه الفعال لما يريد ، وأنه المحرك > للقلب المصرف له كيف يشاء ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم انتهى . فهذا الخوف الثاني هو > من خوف المكر . > > إذا علمت هذا ، فمعنى الآية المترجم لها أن الله تبارك وتعالى لما ذكر حال أهل القرى > المكذبين للرسل ، بين أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من عذاب الله ، وعدم الخوف > منه كما قال: ^ ( أفأمِنَ أهلُ القُرى أن يأَتيهُم بأَسُنَا بيتاً وهم نائمُون * أَو أَمن أَهل القُرى أَن > يأتيهُم بأَسُنَا ضُحى وَهُم يَلْعَبُونَ * ) ^ [ الأعراف: 97 - 98 ] ثم بين أن ذلك بسبب الجهل > والغرة بالله ، فأمنوا مكره فيما ابتلاهم به من السراء والضراء ، بأن يكون استدراجاً ، فقال: > ^ ( أفأمِنُواْ مَكرَ الله فَلاَ يَأمنُ مَكرَ اللهِ إِلا الْقَومُ الخَسِروُنَ * ) ^ [ الأعراف: 99 ] أي: > الهالكون . فدل على وجوب الخوف من مكر الله . > > قال الحسن: من وُسع عليه فلم ير أنه يُمكر به فلا رأي له ، ومن قُتر عليه ، فلم ير أنه > يُنظر له فلا رأي له . > > وقال قتادة: بغت القوم أمر الله ، وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سلوتهم وغرتهم > ونعمتهم فلا تغتروا بالله إنه لا يغتر به إلا القوم الفاسقون . رواهما ابن أبي حاتم . > > وفي الحديث ' إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ؛ فإنما هو > استدراج ' رواه أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام