فهرس الكتاب
الصفحة 422 من 639

> أبي حاتم والحاكم وصححه . > > قال ابن القيم: الخوف من أجل منازل الطريق ، وخوف الخاصة أعظم من خوف > العامة ، وهم إليه أحوج ، وهم به أليق وله ألزم ، فإن العبد إما أن يكون مستقيماً أو مائلاً عن > الاستقامة . فإن كان مائلاً عن الاستقامة فخوفه من العقوبة على ميله ، ولا يصح الإيمان إلا > بهذا الخوف ، وهو ينشأ من ثلاثة أمور: أحدها معرفته بالجناية وقبحها ، والثاني: تصديق > الوعيد ، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها الثالث: أنه لا يعلم أنه يمنع من التوبة ، > ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف ، وسبب قوتها > وضعفها يكون قوة الخوف ، وضعفه هذا قبل الذنب ، فإذا عمله كان خوفه أشد . > > وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخة وجزائها ، وذكر المعصية والتوعد > عليها ، وعدم الوقوف بإتيانه بالتوبة النصوح ، هاج من قلبه من الخوف ما لا يملكه ، ولا > يفارق حتى ينجو ، وأما إن كان مستقيماً مع الله ، فخوفه يكون من جريان الأنفاس لعلمه بأن > الله مقلب القلوب . وما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن - عز وجل - فإن > شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت أكثربيمينه ' لا > ومقلب القلوب ' ويكفي في هذا قوله تعالى: ! 2 < واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه > 2 ! >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام