فهرس الكتاب
الصفحة 40 من 639

> > قال ابن عطية: ذلكم إشارة إلى هذه المحرمات ؛ والوصية الأمر المؤكد المقرر . > وقوله: ! 2 < لعلكم تعقلون > 2 ! ترج بالإضافة إلينا ، أي: من سمع هذه الوصية يرجى وقوع أثر > العقل بعدها . > > قلت: هذا غير صحيح ، والصواب أن ' لعل ' هنا للتعليل ، أي: أن الله وصانا بهذه > الوصايا لنعقلها عنه ، ونعمل بها ، كما قال: ^ ( وَمَآ أُمِرُوَا إلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِينَ حُنَفَآء > ويَقِيمُوا الصَلوةَ وَيُؤتُوا الزَّكوة وَذَلِكَ دِينُ القَيمَةِ * ) ^ [ البينة: 5 ] وفي تفسير الطبري الحنفي > ذكر أولاً ! 2 < تعقلون > 2 ! ثم ! 2 < تذكرون > 2 ! ثم ( تَتَّقُونَ ) ^ لأنهم إذا عقلوا تذكروا ، فإذا > تذكروا خافوا واتقوا المهالك . > > ^ ( وَلاَ تَقَرَبُوا مَال اليَتِيمِ إِلا بِالتي هِيَ أَحسَنُ حَتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) ^ . > > قال ابن عطية: هذا نهي عن القرب الذي يعم وجوه التصرف ، وفيه سد الذريعة ، ثم > استثنى ما يحسن وهو التشمير والسعي في نمائه . قال مجاهد: ^ ( بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ^ التجارة > فيه ، فمن كان من الناظرين ، له مال يعيش به ، فالأحسن إذا ثمر مال اليتيم أن لا يأخذ منه > نفقة ولا أجرة ولا غيرهما ، ومن كان من الناظرين لا مال له ، ولا يتفق له نظر إلا بأن ينفق > على نفسه من ربح نظره ، وإلا دعت الضرورة إلى ترك مال اليتيم دون نظر ، فالأحسن أن > ينظر ويأكل بالمعروف . قاله ابن زيد . > > وقوله: ^ ( حَتَى يَبْلُغُ أَشُدهُ ) ^ قال مالك وغيره: هو الرشد وزوال السفه مع البلوغ . قال > ابن عطية: وهو أصح الأقوال وأليقها بهذا الموضع . قلت وقد روي نحوه عن زيد بن > أسلم ، والشعبي ، وربيعة ، وغيرهم ، ويدل عليه قوله تعالى: ^ ( وابتُلوا اليَتَمَى حَتى إِذَا بَلَغُوا > النِّكاحَ فإن ءانَسْتُم مِنْهُمْ رُشداً فادْفَعُوا إليهِم أَموالِهُم ) ^ [ النساء: 6 ] فاشترط تعالى للدفع إليهم ثلاثة > شروط: > > الأول: ابتلاؤهم ، وهو اختبارهم وامتحانهم بما يظهر به معرفتهم لمصالح أنفسهم > وتدبير أموالهم . > > والثاني: البلوغ . > > والثالث: الرشد: > > ^ ( وَأوفُوا الكَيْلَ وَالمِيزَانَ بِالقِسطِ ) ^ قال ابن كثير: يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ > والإعطاء ، كما توعد عليه في قوله: ^ ( وَيلٌ لِلمُطَفِفِينَ * الذِينَ إِذا اكتَالوا عَلَى النَّاسِ > يَستَوفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُم أَو وَزَنُوهُم يُخسِرُونَ * ألاَ يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُم مَبعُوثُون * لِيَوم عَظِيم > * يَومَ يَقُومُ النَّاس لِرَبِ العَلمِينَ * ) ^ [ المطففين: 1 - 6 ] وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا > يبخسون المكيال والميزان . وقال غيره: القسط: العدل . وقد روى الترمذي وغيره بإسناد >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام