> إذا قتل الرجل ، ولم يأخذ بثأره ، خرجت من رأسه هامة ، وهي دودة فتدور حول قبره > وتقول: اسقوني . وفي ذلك يقول شاعرهم: > % ( يا عمرو إن لا تدع شتمي ومنقصتي % أضربك حتى تقول الهامة اسقوني ) % . > > قال: وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب . > > قوله: ( ولا صَفَر ) . بفتح الفاء روى أبو عبيد القاسم بن سلام في ' غريب الحديث ' له > عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي أعدى من الجرب > عند العرب . فعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى ، ويكون عطفه على > العدوى من عطف الخاص على العام . وممن قال بهذا: سفيان بن عيينة وأحمد والبخاري > وابن جرير ، وقال آخرون: المراد به شهر صفر ، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في > النسيء ، وكانوا يحلون المحرم ، ويحرمون صفر مكانه . وهذا قول مالك وفيه نظر . وروى > أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: إن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر > ويقولون: إنه شهر مشؤوم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، قال ابن رجب: ولعل هذا القول أشبه > الأقوال ، وكثير من الجهال يتشاءم بصفر ، وربما ينتهي عن السفر فيه . والتشاؤم بصفر هو > من جنس الطيرة المنهي عنها ، وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام ، كيوم الأربعاء وتشاؤم أهل > الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة . > > قوله: ' ولا نوء ' النوء واحد الأنواء وسيأتي الكلام عليه في باب ما جاء في الاستسقاء > بالأنواء . > > قوله: ' ولا غُول ' هو بالفتح مصدر معناه: البعد والهلاك وبالضم الاسم ، وجمعه > أغوال وغيلان وهو المراد هنا . قال أبو السعادات: الغول واحد الغيلان ، وهو جنس من > الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولاً ، أي: > تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم ، أي: تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم > وأبطله . وقيل: قوله: لا غول ليس نفياً لعين الغول ووجوده ، وإنما فيه إبطال زعم العرب > في تلونه بالصور المختلفة واغتياله . فيكون المعنى بقوله: ' لا غول ' أنها لا تستطيع أن تضل > أحداً ويشهد له الحديث الآخر ' لا غول ولكن السعالي سحرة الجن ' أي: ولكن في الجن >