فهرس الكتاب
الصفحة 356 من 639

> > وجوابه: أن ابن عبد البر قال: ليس هذا عندي من باب الطيرة لأنه محال أن ينهى عن > شيء ويفعله ، وإنما هو من طلب الفأل الحسن . وقد كان أخبرهم عن أقبح الأسماء أنه حرب > ومرة . فالمراد بذلك حتى لا يتسمى بهما أحد . وقد روى ابن وهب في ' جامعه ' ما يدل > على هذا فإنه قال في هذا الحديث: ' فقام عمر بن الخطاب فقال: أتكلم يا رسول الله أم > أصمت ؟ فقال: بل أصمت وأخبرك بما أردت ، ظننت يا عمر أنها طيرة ولا طير إلا طيره ، > لا خير إلا خيره ، ولكن أحب الفأل الحسن ' وعلى هذا تجري بقية الأحاديث التي توهم > بعضهم أنها من باب الطيرة . > > قوله: ' ولا هَامَة ' بتخفيف الميم على الصحيح . قال الفراء: الهامة طائر من طير الليل > كأنه يعني: البومة قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم يقول: > نعت إلي نفسي أو أحداً من أهل داري . وقال أبو عبيد: كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير > هامة فتطير ، ويسمون ذلك الطائر الصدى ، وبه جزم ابن رجب قال: وهذا شبيه باعتقاد أهل > التناسخ أن أرواح الموتى تنتقل إلى أجساد حيوانات من غير بعث ولا نشور ، وكل هذه > اعتقادات باطلة جاء الإسلام بإبطالها وتكذيبها . ولكن الذي جاءت به الشريعة أن أرواح > الشهداء في حواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة وتشرب من أنهارها إلى أن يردها الله > إلى أجسادها . وذكر الزبير بن بكار في ' الموفقيات ' أن العرب كانت في الجاهلية تقول: >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام