> > قوله: ( فقد اقْتَبسَ شُعبةً من السحر ) . أي: المعلوم تحريمه قال شيخ الإسلام: فقد > صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر . وقد قال الله تعالى: ! 2 < ولا يفلح الساحر حيث أتى > 2 ! [ طه: 69 ] . > > وهكذا الواقع فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون في الدنيا ولا في > الآخرة . > > قوله: ( زاد ما زاد ) يعني: كلما زاد من علم النجوم زاد له من الإثم مثل إثم الساحر ، > أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاد اقتباس علم النجوم . قلت: والقولان متلازمان ، لأن زيادة > الإثم فرع عن زيادة السحر ، وذلك لأنه تحكم على الغيب الذي استأثر الله بعلمه . فعلم أن > تأثير النجوم باطل محرم ، وكذا العمل بمقتضاه ، كالتقرب إليها بتقريب القرابين لها كفر ، > قاله ابن رجب . > > قال: وللنسائي من حديث أبي هريرة ' من عقدَ عُقَدةً ثُم نَفَث فيها ، فقد سَحَر ، ومن > سَحر ، فقد أَشرك ، ومن تعلق شيئاً ، وُكل إليه ' . > > ش: هذا الحديث ذكره المصنف من حديث أبي هريرة وعزاه للنسائي ولم يبين هل هو > موقوف أو مرفوع ؟ وقد رواه النسائي مرفوعاً وذكر المصنف عن الذهبي أنه قال: لا يصح ، > وحسنه ابن مفلح . > > قوله: ( مَن عَقد عُقدةً ثُم نَفَثَ فيها فقد سَحَر ) . اعلم أن السحرة إذا أرادوا عمل > السحر ، عقدوا الخيوط ، ونفثوا على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدونه من السحر . ولهذا أمر > الله بالاستعاذة من شرهم في قوله: ^ ( وَمن شَر النَفَثَتِ في العُقدِ * ) ^ [ الفلق: 4 ] > يعني: السواحر اللاتي يفعلن ذلك ، والنفث: هو النفخ مع ريق ، وهو دون التفل وهو مرتبة > بينهما ، والنفث فعل الساحر . فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ، > ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة ، نفخ في تلك العقد نفخاً معه ريق ، فيخرج من نفسه الخبيثة > نفس ممازج للشر والأذى مقترن بالريق الممازج لذلك . وقد تساعد هو والروح الشيطانية > على أذى المسحور ، فيصيبه السحر بإذن الله الكوني الشرعي ، لا الإذن القدري قاله ابن > القيم . >