> > قوله: ( ومن سَحَر فقد أَشْرَك ) . نص في أن الساحر مشرك إذ لا يتأتى السحر بدون > الشرك كما حكاه الحافظ عن بعضهم . > > قوله: ( ومن تَعَلقَ شيئاً وُكلَ إليه ) . أي من تَعَلقَ قَلبُه شيئاً بحيث يتوكل عليه ، > ويرجوه وكله الله إلى ذلك الشيء . فإن تعلق العبد على ربه وإلهه وسيده ومولاه ، رب كل > شيء ومليكه وكلَهُ إليه فكفاه ووقاه وحفظه وتولاه ، ونعم المولى ونعم النصير كما قال > تعالى: ! 2 < أليس الله بكاف عبده > 2 ! [ الزمر: 36 ] ومن تعلق على السحر والشياطين وكله الله > إليهم فأهلكوه في الدنيا والآخرة . > > وبالجملة فمن توكل على غير الله كائناً من كان وكل إليه ، وأتاه الشر في الدنيا والآخرة > من جهته مقابلة له بنقيض قصده ، وهذه سنة الله في عباده التي لا تبدل ، وعادته التي لا > تحول ، أن من اطمأن إلى غيره أو وثق بسواه ، أو ركن إلى مخلوق يدبره ، أجرى الله تعالى > له بسببه أو من جهته خلاف ما علق به آماله وهذا أمر معلوم بالنص والعيان . ومن تأمل ذلك > في أحوال الخلق بعين البصيرة النافذة رأى ذلك عياناً . وفائدة هذه الجملة بعد ما قبلها > الإشارة إلى أن الساحر متعلق على غير الله ، فإنه متعلق على الشياطين . > > قال: وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' ألا هل أُنبئكُم ما العَضهُ ؟ هي النميمَةُ > القالةُ بينَ الناسِ ' رواه مُسلمُ . > > ش: قوله: ( هل أُنبئكُم ) أي: أُخبركم . > > قوله ( ما العَضهُ ) هو بفتح العين المهملة وسكون المعجمة . قال أبو السعادات: هكذا > يروى في كتب الحديث . والذي جاء في كتب الغريب ألا أنبئكم ما العضة بكسر العين وفتح > الضاد . وفي حديث آخر ' إياكم والعضة ' قال الزمخشري: أصلها العِضَهةُ فِعْلة من العَضْه ، > وهو البهت فحذفت لامه ، كما حذفت من السنَة والشفة وتجمع على عِضين . ثم فسره > بقوله: هي النميمة القالة بين الناس وعلى هذا فأطلق عليها العضه ، لأنها لا تنفك عن > الكذب والبهتان غالباً ، ذكره القرطبي . قلت: ظاهر إيراد المصنف لهذا الحديث هنا يدل > على أن معنى العضه عنده هنا هو السحر ، ويدل على ذلك حديث: ' كَادَتِ النَّميمةُ أن > تكون سِحْراً ' رواه ابنُ لال في ' مكارم الأخلاق ' بإسناد ضعيف . >