فهرس الكتاب
الصفحة 325 من 639

> والأشعار ومزامير الشيطان على كلام الرحمن . فلو جرى على يدي شخص من الخوارق ماذا > عساه أن يجري فلا يكون ولياً لله ، محبوباً عنده حتى يكون متبعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً . > > فإن قلت: فعلى هذا ما الفرق بين الكرامة وبين الاستدراج والأحوال الشيطانية ؟ > > قيل: إن علمت ما ذكرنا عرفت الفرق ، لأنه إذا كان الشخص مخالفاً للشرع ، فما > يجري له من هذه الأمور ليس بكرامة ، بل هي إما استدراج وإما من عمل الشياطين ، ويكون > سببها هو ارتكاب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن المعاصي لا تكون سبباً لكرامة الله ، ولا > يستعان بالكرامات عليها ، فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء بل > تحصل بما تحبه الشياطين كالاستغاثة بغير الله ، أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق > وفعل الفواحش ، فهي من الأحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية ، وكلما كان الإنسان > أبعد عن الكتاب والسنة كانت الخوارق الشيطانية له أقوى وأكثر من غيره ، فإن الجن الذين > يقترنون بالإنس من جنسهم . فإن كان كافراً ووافقهم على ما يختارونه من الكفر والفسوق > والضلال والإقسام عليهم بأسماء من يعظمونه ، وللسجود لهم وكتابة أسماء الله أو بعض > كلامه بالنجاسة فعلوا معه كثيراً مما يشتهيه بسبب ما برطلهم من الكفر وقد يأتونه بما > يهواه من امرأة وصبي ، بخلاف الكرامة ، فإنها لا تحصل إلا بعبادة الله ، والتقرب إليه ، > ودعائه وحده لا شريك له ، والتمسك بكتابه ، واجتناب المحرمات ، فما يجري من هذا > الضرب فهو كرامة . وقد اتفق على هذا الفرق جميع العلماء . > > وبالجملة فإن عرفت الأسباب التي بها تنال ولاية الله عرفت أهلها وعرفت أنهم أهل > الكرامة ، وإن كنت ممن يسمع بالأولياء ، وهو لا يعرف الولاية ولا أسبابها ولا أهلها ، بل > يميل مع كل ناعق وساحر ، فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون . ولشيخ الإسلام > كتاب ' الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ' فراجعه فإنه أتى فيه بالحق المبين . > > قال رحمه الله: قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، ثنا حبان بن العلاء ، ثنا > قطن بن قبيصة ، عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العِيافَةَ والطرق والطيرة من الجِبْت ' . > > قال عوف: العِيافة: زَجر الطير ، والطَّرق: الخط يخط في الأرض ، والجِبت: قال > الحسن: رَنة الشيطان . إسناده جيد . ولأبي داود والنَّسائي وابن حبان في ' صحيحه ' المسند > منه . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام