> أنه سواء في ذلك المبرم والمعلق ، فالكل لا يرد فإن هذا إخبار عن عدم الرد لجنس القضاء ، > والنبي صلى الله عليه وسلم سأل ذلك مطلقاً فأجيب بهذا واستجاب له دعاءه ما لم يوجد الشرط المقتضي > لتسليط العدو ، فإذا وجد ذلك وجد القضاء المعلق . > > قوله: ( حتى يكون بعضهم يُهلِكُ بعضاً ) إلى آخره . أي: حتى يوجد ذلك منهم فإن > وجد فإنه يسلط عليهم عدوهم من الكفار ، فيستبيح جماعتهم وإمامهم ومعظمهم لا كل > الأمة ، ثم أيضاً تكون العاقبة لهذه الأمة إن رجعوا عما هم فيه من الأسباب الموجبة > للتسليط ، وكذلك وقع فإن هذه الأمة لما جعل بأسها بينها اقتتلوا فأهلك بعضهم بعضاً . > وسبى بعضهم بعضاً ، > فلما فعلوا ذلك تفرقت جماعتهم ، واشتغل بعضهم ببعض عن جهاد > العدو ، واستولوا عليهم ، كما وقع ذلك في المائة السابعة في المشرق والمغرب ، فاختلفت > ملوك المشرق وتخاذلوا ، واستولى التتار على غالب أرض خراسان ، وعلى العراق وديار > الروم ، وقتلوا الخليفة والعلماء والملوك الكبار ، وكذلك ملوك المغرب اختلفوا وتخاذلوا ، > واستولت الإفرنج على جميع بلاد الأندلس ، والجزر القريبة منها ، فهي في أيديهم إلى > اليوم ، بل استولوا على كثير من بلدان الشام حتى استنقذها منهم صلاح الدين بن أيوب > وغيره . > > قوله: ( ورواه البرقاني في ' صحيحه ' ) . البرقاني هو الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن > أحمد بن غالب الخوارزمي الشافعي ، ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ، ومات سنة خمس > وعشرين وأربع مائة . قال الخطيب: كان ثبتاً ورعاً ، لم نر في شيوخنا أثبت منه ، عارفاً > بالفقه كثير التصنيف ، صنف مسنداً ضمنه ما اشتمل عليه ' الصحيحان ' وجمع حديث > الثوري ، وحديث شعبة ، وطائفة وكان حريصاً على العلم منصرف الهمة إليه ، قلت: وهذا > ' المسند ' الذي ذكره الخطيب هو صحيحه الذي عزا إليه المصنف . > > قوله: ' وإنما أخافُ على أمتي الأئمة المُضلين ' . أي: الأمراء والعلماء والعباد ، الذين > يقتدي بهم الناس ، ويحكمون فيهم بغير علم فيضلون ويضلون ، فهم ضالون عن الحق > مضلون لغيرهم ، كما قال تعالى عن أهل النار: ^ ( حتى إِذا اداركُوا فِيها قالت أُخراهم > لأولهُم رَبَنا هَؤلاء أَضلونا فَئاتهم عَذاباً ضعفاً من النار ) ^ [ الأعراف: 38 ] وقال تعالى: ! 2 < ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا > 2 ! [ الأحزاب: 67 ] وقال تعالى: ^ ( قُل هَل ننبئكم > بِالأخسرين أعملاً * الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وَهُم يحسبُون أنهم يُحسنون صُنعاً ) ^ [ الكهف: > 103 - 104 ] ولشدة الضرورة إلى اتباع أئمة الهدى ومعرفتهم ، والتفريق بينهم وبين أئمة > الضلال المغضوب عليهم والضالين ، أمرنا الله أن نسأله الهداية إلى سلوك صراط أئمة الهدى > > > >