فهرس الكتاب
الصفحة 301 من 639

> وعبر بالأحمر عن كنز قيصر ، لأن الغالب عندهم كان الذهب ، وبالأبيض عن كنز كسرى لأن > الغالب عندهم كان الجوهر والفضة . وقد ظهر ذلك ووجد كذلك في زمان الفتوح في إمارة > عمر رضي الله عنه - فإنه سيق إليه تاج كسرى وحليته ، وما كان في بيوت أمواله وجميع ما > حوته مملكته على سعتها وعظمتها ، وكذلك فعل الله بقيصر لما فتحت بلاده . كذا قال في > الغالب على كنوز كسرى وقيصر وعكس ذلك التوربشتي والخلخالي . والأبيض والأحمر > منصوبان على البدل . > > قوله: ' وإني سألتُ رَبي لأمتي أن لا يُهلكها بسنة بِعامة ' هكذا ثبت في أصل المصنف > بعامة بالباء وهي رواية صحيحة في أصل ' مسلم ' وفي بعض أصوله بسنة عامة بحذفها . قال > القرطبي: وكأنها زائدة لأن عامة صفة لسنة فكأنه قال: بسنة عامة . ويعني بالسنة: الجدب > العام الذي يكون به الهلاك العام ، ويسمى الجدب والقحط سنة ويجمع على سنين كما قال > تعالى: ^ ( وَلَقَد أَخذنا ءال فِرعَونَ بِالسنين ) ^ [ الأعراف: 130 ] أي: بالجدب المتوالي . > > قوله: ( من سوى أنفسهم ) . أي: من غيرهم يعني الكفار . > > قوله: ( فيستبيحَ بيضتهُم ) . قال الجوهري: بيضة كل شيء: حوزته ، وبيضة القوم: > ساحتهم ، وعلى هذا فيكون معنى الحديث: أن الله تعالى لا يسلط العدو على كافة > المسلمين حتى يستبيح جميع ما حازوه من البلاد والأرض ، ولو اجتمع عليهم كل من بين > أقطار الأرض ، وهو جوانبها . وقيل: بيضتهم معظمهم وجماعتهم . قلت: وهذا هو > الظاهر ، وأن الله تعالى لا يسلط الكفار على معظم المسلمين وجماعتهم وإمامهم ما داموا > بضد هذه الأوصاف المذكورة في قوله ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً . فأما إذا وجدت > هذه الأوصاف ، فقد يسلط الكفار على جماعتهم ومعظمهم وإمامهم كما وقع . > > قوله: ( وإن ربي قال: يا محمد [ إني ] إذا قضيتُ قضاءَ فإنَّهُ لا يُرد ) . قال بعضهم: أي: > إذا حكمت حكماً مبرماً فإنه نافذ لا يرد بشيء ، ولا يقدر أحد على رده ، بل كل جميع الخلق > تمضي عليهم الأقدار طوعاً وكرهاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' لا راد لما قضيت ' قلت: الظاهر >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام