فهرس الكتاب
الصفحة 283 من 639

> > وفي ' صحيح مسلم ' عن ابن عمر مرفوعاً ' لا تجعلوا بُيوتكُم مقابر ، فإن الشيطان يفر > من البيت الذي يسمع سورة البقرة تُقرأ فيه ' وفيه أن الصلاة في المقبرة لا تجوز ، وأن > التطوع في البيت أفضل منه في المسجد . وفي حديث أبي هريرة الذي ذكرنا كراهة القراءة > في المقابر ، وكل هذا إبعاد لأمته عن الشرك . > > قوله: ' ولا تجعلوا قبري عيداً ' قال شيخ الإسلام: العيد اسم يعود من الاجتماع > العام على وجه معتاد ، عائداً إما بعود السنة ، أو بعود الأسبوع ، أو الشهر ، ونحو ذلك > وتقدم ذلك . > > وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من زمان ومكان ، مأخوذ > من المعاودة والاعتياد ، فإن كان اسماً للمكان ، فهو المكان الذي يقصد فيه الاجتماع ، > وانتيابه للعبادة أو لغيرها ، كما أن المسجد الحرام ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر جعلها الله > عيداً للحنفاء ومثابة ، كما جعل أيام العيد فيها عيداً ، وكان للمشركين أعياد زمانية ومكانية ، > فلما جاء الله بالإسلام أبطلها وعوض الحنفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام منى ، كما > عوضهم عن أعياد المشركين المكانية بالكعبة ومنى ومزدلفة وعرفة والمشاعر . وقال غيره: > هذا أمر بملازمة قبره والعكوف عنده واعتياد قصده وانتيابه ، ونهى أن يجعل كالعيد الذي > إنما يكون في العام مرة أو مرتين ، فكأنه قال: لا تجعلوه كالعيد الذي يكون من الحول إلى > الحول ، واقصدوه كل ساعة وكل وقت . > > قال ابن القيم رحمه الله: وهذا مراغمة ومحادة ومناقضة لما قصده الرسول صلى الله عليه وسلم وقلب > للحقائق ، ونسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التلبيس والتدليس بعد التناقض ، فقاتل الله أهل الباطل أنى > يؤفكون . ولا ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر وملازمته ، وكثرة انتيابه بقوله: لا تجعلوا > عيداً ، فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلى الدلالة والبيان ، وهكذا غيرت أديان > الرسل ، ولولا أن الله أقام لدينه الأنصار والأعوان الذابين عنه ، لجرى عليه ما جرى على > الأديان قبله . ولو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله هؤلاء الضلال لم ينه عن اتخاذ قبور الأنبياء > مساجد ، ويلعن فاعل ذلك ، فإنه إذا لعن من اتخذها مساجد يعبد الله فيها ، فكيف يأمر >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام