فهرس الكتاب
الصفحة 282 من 639

> > وقوله: ( بالمؤمنين ) أي: لا بغيرهم ، كما يفيده تقديم الجار رؤوف ، أي: بليغ > الشفقة . قال أبو عبيدة: الرأفة أرق الرحمة ( رحيم ) . أي: بليغ الرحمة ، كما هو اللائق > بشريف منصبه ، وعظيم خلقه ، فتأمل هذه الآية وما فيها من أوصافه الكريمة ومحاسنه الجمة > التي تقتضي أن ينصح لأمته ، ويبلغ البلاغ المبين ، ويسد الطرق الموصلة إلى الشرك ، > ويحمي جناب التوحيد غاية الحماية ، ويبالغ أشد المبالغة في ذلك لئلا تقع الأمة في > الشرك ، وأعظم ذلك الفتنة بالقبور ، فإن الغلو فيها هو الذي جر الناس في قديم الزمان > وحديثه إلى الشرك ، لا جرم فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وحمى جناب التوحيد حتى في قبره الذي > هو أشرف القبور ، حتى نهى عن جعله عيداً ، ودعا الله أن لا يجعله وثناً يعبد . > > وفي الآية مسائل: منها التنبيه على هذه النعمة العظيمة ، وهي إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم فينا ، > كما قال تعالى: ^ ( لقد مَن اللهُ على المؤمنين إِذ بَعَث فيهم رَسُولاً مِن أنفسهم يتلُواْ عَليهم ءايتهِ > ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لَفي ضللٍ مُبين * ) ^ [ عمران: > 164 ] ومنها كونه منها نعمة أخرى عظيمة . ومنها كونه بهذه الصفات نعم متعددة . ومنها مدح > نسبه صلى الله عليه وسلم ، فهو أشرف العرب بيتاً ونسباً . ومنها رأفته بالمؤمنين . ومنها غلظته على الكفار > والمنافقين . > > قال: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا > قبري عيداً ، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ' ، رواه أبو داود بإسناد حسن . > رواته ثقات . > ش قوله: ' لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ' قال شيخ الإسلام نور الله ضريحه: أي: لا > تعطلوها من الصلاة فيها ، والدعاء ، والقراءة ، فتكون بمنزلة القبور ، فأمر بتحري العبادة في > البيوت ، ونهى عن تحريمها عند القبور ، عكس ما يفعله المشركون من النصارى ، ومن تشبه > بهم . > > وفي ' الصحيحين ' عن ابن عمر مرفوعاً ' اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تتخذوها > قبوراً ' . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام