فهرس الكتاب
الصفحة 284 من 639

> بملازمتها والعكوف عندها ، وأن يعتاد قصدها وانتيابها ، ولا تجعل كالعيد الذي يجيء من > الحول إلى الحول ، وكيف يسأل ربه أن لا يجعل قبره وثناً يعبد ، وكيف يقول أعلم الخلق > بذلك: ولولا ذلك لأبرز قبره ، ولكن خشي أن يتخذ مسجداً ، وكيف يقول: لا تجعلوا > قبري عيداً ، وصلوا علي حيثما كنتم ؟ ! . وكيف لم يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما > فهمه هؤلاء الضلال الذين جمعوا بين الشرك والتحريف ؟ ! . وهذا أفضل التابعين من أهل > بيته علي بن الحسين رضي الله عنهما ، نهى ذلك الرجل أن يتحرى الدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم . > واستدل بالحديث وهو الذي رواه وسمعه من أبيه الحسين عن جده علي رضي الله عنهما ، > وهو أعلم بمعناه من هؤلاء الضلال ، وكذلك ابن عمه الحسن بن الحسن شيخ أهل بيته ، > كره أن يقصد الرجل القبر إذا لم يكن يريد المسجد ، ورأى أن ذلك من اتخاذه عيداً . انتهى . > > قلت: وكيف يريد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى وعبر عنه بهذا الكلام ، مع أنه أفصح الخلق > وأنصحهم ، وكان يمكنه أن يقول: أكثروا زيارة قبري ، أو اجعلوه عيداً تعتادون المجيء إليه > والعبادة عنده ؟ ! فظهر بطلان هذا القول . > > إذا تبين ذلك ، فمعنى الحديث نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص ، واجتماع > معهود كالعيد الذي يكون على وجه مخصوص ، في زمان مخصوص وذلك يدل على المنع > في جميع القبور وغيرها ، لأن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل قبر على وجه الأرض ، وقد نهى عن > اتخاذه عيداً ، فقبر غيره أولى بالنهي كائناً من كان . قال المصنف: وفيه النهي عن الإكثار من > الزيارة . > > قوله: ' وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ' قال شيخ الإسلام: يشير بذلك > إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم ، فلا حاجة > بكم إلى اتخاذه عيداً . انتهى . وقد روى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعاً ' ما من أحد يًسَلمُ > علي ، إلا رَد اللهُ عليّ رُوحِي ، حتى أَرُد عليه السلام ' وعن أوس بن أوس مرفوعاً ' أكثروا > من الصلاة علي يوم الجمعة ، وليلة الجمعة ، فإن صلاتكم معروضة علي ' قالوا: يا رسول الله > كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ قال: ' إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم > الأنبياء ' رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه . فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن > > > > >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام