فهرس الكتاب
الصفحة 226 من 639

> لمن أذن له الرب كما قال: ! 2 < ولا يشفعون إلا لمن ارتضى > 2 ! [ الأنبياء: 28 ] فهذه الشفاعة التي > يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه > ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولاً ، ثم يقال له: ارفع رأسك ، وقل يسمع ، واسأل تعط واشفع > تشفع . وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال: ' من قال لا إله إلا الله خالصاً > من قلبه ' فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ، ولا تكون لمن أشرك بالله . وحقيقته أن الله > سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص ، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع > ليكرمه ، وينال المقام المحمود . فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ، ولهذا أثبت > الشفاعة بإذنه في مواضع . وقد بين النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص . > انتهى كلامه . > ش: قوله: ' قال أبو العباس ' . هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن > عبد السلام بن تيمية ، الإمام المشهور ، صاحب ' المصنفات ' شهرته وإمامته في علوم > الإسلام وتفننه تغني عن الإطناب في وصفه . قال الذهبي: لم يأت قبله بخمس مائة سنة > مثله ، وفي رواية: بأربع مائة وقال أيضاً: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر > مثله ، وما رأى بعينيه مثل نفسه رحمه الله . وقال ابن دقيق العيد: لما اجتمعت بابن تيمية > رأيت رجلاً كل العلوم بين عينه ، يأخذ ما يشاء ، ويدع ما يشاء . وبالجملة فما أتى بعد عصر > الإمام أحمد له نظير ، وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وسبع مئة . > > قوله: ( نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ) ، أي: أن الله تعالى نفى في الآية > المذكورة قبل ما يتعلق به المشركون من الاعتقاد في غير الله من الملك والشركة فيه والمعاونة > والشفاعة ، فهذه الأمور الأربعة هي التي يتعلق بها المشركون . > > قوله: ( فنفى أن يكون لغيره ملك ) ، وذلك في قوله تعالى: ^ ( لا يملكونَ مِثقَالَ ذَرةٍ > في السموت ولا في الأرض ) ^ [ سبأ: 22 ] ومن لا يملك هذا المقدار فليس بأهل أن يدعى . > > قوله: ( أو قسط منه ) . أي من الملك ، والقسط - بكسر القاف - هو النصيب من > الشيء ، وذلك في قوله: ! 2 < وما لهم فيهما من شرك > 2 ! أي ما لمن تدعون من الملائكة وغيرهم > فيها ، أي: في السماوات والأرض من شرك ومن ليس بمالك ولا شريك للمالك فكيف > يدعى من دون الله ؟ > > قوله: ( أو أن يكون عوناً لله ) ، وذلك في قوله: ! 2 < وما له منهم من ظهير > 2 ! أي ما لله ممن > تدعونهم عون . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام