فهرس الكتاب
الصفحة 225 من 639

> الله شفعاء ، فإنه سبحانه وتعالى يأذن في الشفاعة فيهم لمن يشاء ، حيث لم يتخذوهم شفعاء > من دونه ، فيكون أسعد الناس بشفاعته من يأذن الله تعالى له ، صاحب التوحيد الذي لم يتخذ > شفيعاً من دون الله . والشفاعة التي أثبتها الله تعالى ورسوله [ صلى الله عليه وسلم ] هي الشفاعة الصادرة عن إذنه > لمن وحده ، والتي نفاها الله تعالى هي الشفاعة الشركية التي في قلوب المشركين المتخذين > من دون الله شفعاء ، فيعاملون بنقيض مقصودهم من شفاعتهم ، ويفوز بها الموحدون . > انتهى . > > ولكن تأمل الآية كيف أمرهم تعالى بدعاء الملائكة أمر تعجيز ، والمراد بيان أنهم لا يملكون شيئاً ، فلا يدعون لا لشفاعة ولا غيرها ، ثم أخبر أنهم هم الذين اتخذوهم بزعمهم > شفعاء فنسبه إلى زعمهم وإفكهم الذي ابتدعوه من غير برهان ولا حجة من الله وهذه الآية > نزلت في دعوة الملائكة ، ودخول غيرهم فيها من باب أولى ، كما روى ابن أبي حاتم عن > السدي في قوله: ! 2 < وما له منهم من ظهير > 2 ! [ سبأ: 22 ] يقول: من عون الملائكة . وكما يدل > عليه قوله تعالى: ! 2 < حتى إذا فزع عن قلوبهم > 2 ! [ سبأ: 23 ] كما تقدم . فإذا كان اتخاذ الملائكة > شفعاء من دون الله شركاً ، فكيف باتخاذ الأموات كما يفعله عباد القبور ؟ أم كيف باتخاذ > الفجار والفساق إخوان الشياطين من المجاذيب الذين جذبهم إبليس إلى جانبه وطاعته > شفعاء ؟ وأعظم من ذلك اعتقاد الربوبية في هؤلاء الملاعين مع ما يشاهده الناس منهم من > الفجور ، وأنواع الفسوق ، وترك الصلوات ، وفعل المنكرات ، والمشي في الأسواق عراة . > > كما قال بعض المتأخرين . > % ( كقوم عراة في ذرى مصر ما يرى % على عورة منهم هناك ثياب ) % > % ( يدورون فيها كاشفين لعورة % تواتر هذا لا يقال كذاب ) % > % ( يعدونهم في مصرهم فضلاءهم % دعاؤهم فيما يرون مجاب ) % > > ومن العجب أنهم لم يأتوا بشيء يدل على كون هؤلاء الشياطين من جملة المسلمين ، > فضلاً عن كونهم أولياء ، فضلاً عن كونهم يدعون ويستغاث بهم إلا بشيء من المخاريق > والسحر والشعبذة ، يدعون أن لهم كرامات ، وأنهم أولياء لما يظهرونه من المخاريق . > > واعلم أن الضلال والكفر إنما استولى على أكثر المتأخرين بسبب نبذهم كتاب الله وراء > ظهورهم ، وإحسان الظن بمن سحرهم ، ودعا إلى نفسه ، واقتصارهم على القوانين والدعاوي والأوضاع التي وضعوها لأنفسهم ، وإلا فلو قرؤوا كتاب الله ، وعلموا بما فيه ، ورجعوا عند > الاختلاف إليه لوجدوا فيه الهدى والشفاء والنور ولكن نبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون وتقدم الكلام على بقية الآية . > > قال المؤلف: قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ، فنفى أن > يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عوناً لله ، ولم يبق إلا الشفاعة . فبين أنها لا تنفع إلا >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام