> > قوله: ( ولم يبق إلا الشفاعة ) . فتبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب . . . الخ . جملة > الشروط التي لا بد وأن يكون أحدها في المدعو ، أربعة حتى يقدر على إجابة من دعاه . > > الأول: الملك فنفاه بقوله: ^ ( لا يَمْلكُونَ مثقال ذرة في السموت ولا في الأرض ) ^ > > الثاني: إذا لم يكن مالكاً فيكون شريكاً للمالك ، فنفاه بقوله: ! 2 < وما لهم فيهما من شرك > 2 ! [ سبأ: 22 ] . > > الثالث: إذا لم يكن مالكاً ولا شريكاً للمالك فيكون عوناً ووزيراً فنفاه بقوله: ! 2 < وما له منهم من ظهير > 2 ! . > > الرابع: إذا لم يكن مالكاً ولا شريكاً ولا عوناً فيكون شفيعاً ، فنفى سبحانه وتعالى > الشفاعة عنده إلا بإذنه ، فهو الذي يأذن للشافع ابتداء فيشفع ، فبنفي هذه الأمور بطلت دعوة > غير الله ، إذ ليس عند غيره من النفع والضر ما يوجب قصده بشيء من العبادة ، كما قال > تعالى: ^ ( واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقُون ولا يملكونَ لأنفسهم ضراً ولا > نفعاً ولا يملكُون موتاً ولا حيوة ولا نشوراً * ) ^ [ الفرقان: 3 ] وقال تعالى: ^ ( واتخذوا من دُون > الله ءالهةً لعلهُم ينصرُون * لا يستطِيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ) ^ [ يس: > 74 - 75 ] وقال تعالى: ! 2 < ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا > 2 ! [ لفرقان: 55 ] . > > قوله: ( فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون ) . هي منتفية يوم القيامة ، كما نفاها القرآن . > يعني أن الشفاعة التي يطلبها المشركون من الشفعاء والأنداد من دون الله منتفية دنيا وأخرى ، > كما قال تعالى عن مؤمن يس: ^ ( ءأتخذُ من دونه ءالهة إِن يُردنِ الرحمن بِضر لا تُغنِ عَنىِ > شفَعتهم شيئاً ولا ينقذون * إِني إذاً لفي ضَللٍ مُبين * ) ^ [ يس: 23 - 24 ] وقال تعالى عن > مؤمن آل فرعون: ! 2 < لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة > 2 ! [ غافر: > 43 ] وقال تعالى: ^ ( فَلَولا نَصَرهُمُ الذين اتخذوا مِن دون الله قُربَاناً ءالهة بل ضلوا عنهم وذلك > إِفكهم وما كانوا يفترون * ) ^ [ الأحقاف: 28 ] وقال تعالى: ^ ( فَمَا أغنت عنهم ءالهتُهم > التي يدعونَ من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ) ^ [ هود: 101 ] وقال > تعالى: ^ ( ولقد جِئتمونا فُردى كما خلقنكم أول مرةٍ وتركتُم ما خولنكم وراء ظُهوركم وما نَرَى معكم > شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاؤا لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون * ) ^ > [ الأنعام: 94 ] وقال تعالى: ! 2 < وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون > 2 ! [ القصص: 64 ] فهذه حال كل من دعي من دون الله لشفاعة أو غيرها في الدنيا > والآخرة . > > قوله: ( وأخبر النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولاً . . . إلى >