فهرس الكتاب
الصفحة 220 من 639

> عند الله . > > قوله: من دون الله . أي: من دون إذنه وأمره ، والحال أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، > وأن يكون المشفوع له مرتضى ، وههنا الشرطان مفقودان ، فإن الله سبحانه لم يجعل اتخاذ > الشفعاء ودعاءهم من دونه سبباً لإذنه ورضاه ، بل ذلك سبب لمنعه وغضبه . > > قوله: ! 2 < قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون > 2 ! [ الزمر: 43 ] أي: أيشفعون > ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونهم جمادات لا تقدر ولا تعلم ، أو أموات كذلك ، > حتى ولا يملكون الشفاعة كما قال: ^ ( قُل لله الشفعة جميعا ) ^ [ الزمر: 44 ] أي: هو مالكها > كلها فليس لمن تدعونهم منها شيء ، قال البيضاوي: لعله رد لما عسى يجيبون به وهو أن > الشفاعء أشخاص مقربون ، هي تماثيلهم . والمعنى أنه مالك الشفاعة كلها لا يستطيع أحد > شفاعة إلا بإذنه ، ولا يستقل بها . وقوله: ! 2 < له ملك السماوات والأرض > 2 ! [ الحديد: 2 ] تقرير > لبطلان اتخاذ الشفعاء من دونه بأنه مالك الملك كله ، لا يملك أحد أن يتكلم في أمره دون > إذنه ورضاه ، فاندرج في ذلك ملك الشفاعة ، فإذا كان هو مالكها بطل اتخاذ الشفعاء من > دونه كائناً من كان . وقوله: ! 2 < ثم إليه ترجعون > 2 ! أي فتعلمون أنهم لا يشفعون ، ويخيب > سعيكم في عبادتهم ، بل يكونون عليكم ضداً ويتبرؤون من عبادتكم كما قال تعالى: ! 2 < كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا > 2 ! [ مريم: 82 ] وقال تعالى: ^ ( ويوم نحشرهم جميعاً > ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * فكفى > بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغفلين * ) ^ [ يونس: 28 - 29 ] . > > قال: وقوله: ! 2 < من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه > 2 ! [ البقرة: 255 ] في هذه الآية رد على > المشركين الذين اتخذوا الشفعاء من دون الله من الملائكة والأنبياء والأصنام المصورة على > صور الصالحين وغيرهم ، وظنوا أنهم يشفعون عنده بغير إذنه فأنكر ذلك عليهم ، وبين > عظيم ملكوته وكبريائه وأن أحداً لا يتمالك أن يتكلم يوم القيامة إلا إذا أذن له في الكلام > كقوله: ! 2 < لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن > 2 ! [ الأنبياء: 38 ] وقوله: ^ ( يَوم يأت لا تكلم نفس > إلا بإذنه ) ^ [ هود: 105 ] قال ابن جرير في هذه الآية: نزلت لما قال الكفار: ما نعبد أوثاننا > هذه إلا ليقربونا إلى الله زلفى . فقال الله تعالى: ^ ( لَه ما في السموت وما في الأرض ) ^ [ النساء: > 171 ] وتقرر في هذه الآية أن الله يأذن لمن يشاء بالشفاعة ، وهم الأنبياء والعلماء وغيرهم ، > والإذن راجع إلى الأمر فيما نص عليه كمحمد [ صلى الله عليه وسلم ] إذا قيل له: اشفع تشفع ، وكذلك قاله > غير واحد من المفسرين . > > قال: ^ ( وَكَم مِن ملكٍ في السموت لا تُغنى شفعتهم شيئاً إِلا من بعد أن يأذن الله لمن > يشاء ويرضى * ) ^ [ النجم: 26 ] . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام