فهرس الكتاب
الصفحة 219 من 639

> > قال: وقول الله عز وجل: ! 2 < وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع > 2 ! [ الأنعام: 51 ] . > > ش: الإنذار: هو الإعلام بموضع المخافة وقوله: ' به ' ، قال ابن عباس بالقرآن . > وقوله: ! 2 < الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم > 2 ! [ الأنعام: 51 ] ، أي أنذر يا محمد بالقرآن > الذين هم من خشية ربهم مشفقون . الذين يخشون ربهم ، ويخافون سوء الحساب ، وهم > المؤمنون ، كما روي ذلك عن ابن عباس والسدي . وعن الفضيل بن عياض: ليس كل خلقه > عاتب ، إنما عاتب الذين يعقلون فقال: ! 2 < وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم > 2 ! أي: > وهم المؤمنون أصحاب القلوب الواعية ، فإنهم المقصودون ، والمنظور إليهم لا أصحاب > التجمل والسيادة ، فإن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم > وأعمالكم . وقوله: ! 2 < ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع > 2 ! [ الأنعام: 51 ] قال الزجاج: موضع > ' ليس ' نصب على الحال كأنه قال: متخلين من ولي وشفيع ، والعامل فيه ' يخافون ' . > وقال ابن كثير: ليس لهم من دونه يومئذ ولي ولا شفيع من عذابه إن أرادهم به لعلهم > يتقون ، فيعملون في هذه الدار عملاً ينجيهم الله به من عذابه يوم القيامة . قلت: فنفى > سبحانه وتعالى عن المؤمنين أن يكون لهم ولي أو شفيع من دون الله كما هو دين > المشركين ، فمن اتخذ من دون الله شفيعاً ، فليس من المؤمنين ، ولا تحصل له الشفاعة . > وليس في الآية دليل على نفي الشفاعة لأهل الكبائر بإذن الله كما ادعته المعتزلة ، بل فيها > دليل على نفي اتخاذ الشفعاء من المؤمنين ، وعلى نفيها بغير إذن الله ، ولهذا أثبت الشفاعة > بإذنه في مواضع كما قال: ! 2 < ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون > 2 ! [ يونس: 3 ] . > > قال وقوله: ^ ( قُل للِهِ الشَّفَعَةُ جَميعاً ) ^ [ الزمر: 44 ] . > > ش: هكذا أوردها المصنف ، ونتكلم عليها وعلى الآية التي قبلها ليتضح المعنى . قال الله > تعالى: ^ ( أَمِ اتخذُوا مِن دونِ اللهِ شُفَعَاء قُل أَوَلَو كَانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيئاً وَلا يَعْقلونَ * قُل > للهِ الشَّفَعَةُ جَميعاً لَهُ مُلكُ السَّمَوت وَالأرض ثُم إليه تُرجَعُونَ * ) ^ [ الزمر: 43 - 44 ] > فقوله: أم اتخذوا ، أي: بل اتخذوا ، أي: المشركون والهمزة للإنكار من دون الله > شفعاء ، أي: أتشفع لهم عند الله بزعمهم كما قال: ^ ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُهُم > ولاَ يَنفعُهُم وَيقولونَ هَؤلاءِ شُفعؤُنَا عِند اللهِ ) ^ [ يونس: 18 ] وقال: ^ ( وَالذينَ اتَخذُواْ من > دُونهِ أَولياءَ مَا نَعبُدُهُم إِلا ليقربُونَا إِلى اللهِ زُلفَى إِنَّ اللهَ يَحكم بينهم في مَا هُم فِيه يختلفُونَ إِن > اللهَ لاَ يَهدي من هُوَ كَذبٌ كَفارٌ ) ^ [ الزمر: 3 ] فكذبهم وكفرهم بذلك . وقال تعالى: > ^ ( فَلَولاَ نَصَرهُم الذينَ اتخذُوا من دُون اللهِ قُرباناً ءالهةً بَل ضَلُّواْ عَنْهُم وَذلِكَ إِفكهُم وَما كانُوا > يَفتَرونَ * ) ^ [ الأحقاف: 28 ] فهذا هو مقصود المشركين ممن عبدوهم وهو الشفاعة لهم >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام