> يقضيها الرب تبارك وتعالى ، كما يدل عليه عموم اللفظ ، ويدل على ذلك أيضاً حديث أبي > هريرة الذي تقدم وغيره من الأحاديث المتقدمة . > > قوله: ' أَخَذَتِ السَّماوات منه رجفةً ' هو برفع ' رجفة ' على أنه فاعل ، أي: أصاب > السماوات منه رجفة ، أي: ارتجفت ، كما روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: ' إذا قَضَى > الله أمراً تكلَّم تبارك وتعالى ، رجفت السَّماواتِ والأرض والجِبال ، وخَرت الملائكة كلهم > سُجَّداً ' . > > قوله: أو قال: ' رعدةٌ شديدة ' . بمعنى أن الراوي شك هل قال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] رجفة ، أو > قال: رعدة ، وهو بفتح الراء بمعنى الأول . > > قوله: ' خوفاً من الله عز وجل ' . لا ينكر أن السماوات والأرض ترجف وترتعد خوفاً > من الله عز وجل ، فقد قال تعالى: ^ ( تُسَبِحُ لَهُ السَّمَواتُ وَالأَرضُ وَمَن فِيهِن وَإن مِن شَيءٍ إِلا > يُسَبِحُ بِحَمدِهِ وَلَكِن لاَ تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم إِنَّهُ كَانَ حَليماً غَفُوراً * ) ^ [ الإسراء: 44 ] وقال تعالى: > ! 2 < فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين > 2 ! [ فصلت: 11 ] وقال تعالى: ^ ( تَكَادُ > السَمَوتُ السبع يَتَفَطَرنَ مِنهُ وتَنشَقُ الأَرضُ وَتَخِرُ الجِبَالُ هَدَّاً * ) ^ [ مريم: 90 ] قال تعالى: ^ ( وَإِنَّ مَنَ > الحِجَارَة لَمَا يتَفَجرُ مِنْهُ الأَنْهَرُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّققُ فَيَخُرجُ مِنْهُ الْمَآء وإن مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِن خَشْيَةِ > اللهِ وَمَا اللهُ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ^ [ البقرة: 74 ] وفي ' البخاري ' عن ابن مسعود قال: ' كنا نسمع > تسبيح الطعام وهو يؤكل ' . وفي حديث أبي ذر أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أخذ في يده حصيات ، فسمع > لهن تسبيح كحنين النخل ، وكذا في يد أبي بكر وعمر وعثمان . وهو حديث مشهور في > ' المسانيد ' . وكذلك في ' الصحيح ' قصة حَنين الجِذْع الذي كان يخطب عليه النبي [ صلى الله عليه وسلم ] > قبل اتخاذ المنبر ، ومثل هذا كثير . > > قوله: ' صعقوا وخروا لله سجداً ' ، أي: يقع منهم الأمران ، الصعق - وهو الغشي - > والسجود ، والله أعلم أيهما قبل الآخر ، فإن الواو لا تقتضي ترتيباً . >