فهرس الكتاب
الصفحة 179 من 639

> لردوه وأنكروه ، فأخذ المعنى وأعطاه البرعي وأضرابه ، وترك الاسم للنصارى فما ندري > ماذا أبقى هذا المتكلم الخبيث للخالق تعالى وتقدس من سؤال مطلب أو تحصيل مأرب ، > فالله المستعان . وهذا كثير جداً في أشعار المادحين لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، وهو حجة أعداء دينه > الذين يجوزون الشرك بالله ، ويحتجون بأشعار هؤلاء ، ولم يقتصروا أيضاً على طلب ذلك > من النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، بل يطلبون مثل ذلك من غيره ، ما حدث بعض الثقاة أنه رأى في رابية > صاحب مشهد من المشاهد: هذه راية البحر التيار ، به أستغيث ، وأستجير ، وبه أعوذ من النار . > > وقال بعضهم في قصيدة في بعض آلهتهم: > % ( يا سيِّدي يا صَفي الدين يا سَنَدي % يا عُمدَتي بَلْ ويَا ذُخْري وَمُفْتَخَري ) % > % ( أنتَ الملاذُ لما أَخْشَى ضَرورَتَهُ % وأَنْتَ لي مُلْجَأ من حادثِ الدَّهر ) % > > إلى أنْ قال: > % ( وامْنُنْ عليَّ بتوفيق وعَافيةٍ % وخَيرِ خَاتمةٍ مَهْما انْقَضَى عُمْري ) % > % ( وكُفَّ عنَّا أَكُفَّ الظَّالمين إذا امتُدَّتْ % بسُوءٍ لأمر مُؤلم نُكر ) % > % ( فإنَّني عَبدُكَ الرَّاجي بِوِدكَ ما % أَمِلْتُهُ يا صفيَّ السَّادَةِ الغُرَر ) % > > قال بعض العلماء: فلا ندري أي معنى اختص به الخالق تعالى بعد هذه المنزلة ، وماذا > أبقى هذا المتكلم الخبيث لخالقه من الأمر ، فإن المشركين أهل الأوثان ما يؤهلون من عبدوه > لشيء من هذا . انتهى . > > وكثير من عباد القبور ينادون الميت من مسافة شهر وأكثر يسألونه حوائجهم ، ويعتقدون > أنه يسمع دعائهم ويستجيب لهم ، وتسمع عندهم حال ركوبهم البحر واضطرابه من دعاء > الأموات والاستغاثة بهم ما لا يخطر على بال ، وكذلك إذا أصابتهم الشدائد ، من مرض ، أو > كسوف ، أو ريح شديدة ، أو غير ذلك ، فالولي في ذلك نصب أعينهم ، والاستغاثة به هي > ملاذهم ، ولو ذهبنا نذكر ما يشبه هذا لطال الكلام . > > إذا عرفت هذا ، فقد تقدم ذكر دعاء المسألة . > > أما دعاء العبادة ، فهو عبادة الله تعالى بأنواع العبادات ، من الصلاة ، والذبح ، والنذر ، > والصيام ، والحج وغيرها ، خوفاً وطمعاً ، يرجو رحمته ، ويخاف عذابه ، وإن لم يكن في > ذلك صيغة سؤال وطلب ، فالعابد الذي يريد الجنة ويهرب من النار ، وهو سائل راغب > راهب ، يرغب في حصول مراده ، ويذهب من فواته ، وهو سائل لما يطلبه بامتثال الأمر في > فعل العبادة ، وقد فسر قوله تعالى: ! 2 < ادعوني أستجب لكم > 2 ! [ غافر: 60 ] بهذا وهذا . قيل: > اعبدوني وامتثلوا أمري أستجب لكم ، وقيل: سلوني أعطكم ، وعلى هذا القول تدل >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام