فهرس الكتاب
الصفحة 161 من 639

> القاضي أبو بكر بن العربي المالكي: قد نهي عن النذر ، وندب إلى الدعاء ، والسبب فيه أن > الدعاء عبادة عاجلة ، ويظهر به التوجه إلى الله تعالى ، والتضرع له ، وهذا بخلاف النذر فإن > فيه تأخير العبادة إلى حين الحصول وترك العمل إلى حين الضرورة . فقد نص أبو بكر على > أن الدعاء والنذر عبادتان ، ولا يمتري مسلم أن من عبد غير الله فقد أشرك ، ولكن كما قال > تعالى: ^ ( وَمَا تُغنىِ الأَيَتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لا يُؤمِنُونَ ) ^ [ يونس: 101 ] . > > قال: وفي ' الصحيح عن عائشة أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال: ' مَنْ نَذَرَ أن يُطيعَ الله فَلْيُطعْه ، > وَمَن نَذَرَ أن يَعْصِيَ الله فلا يَعْصِه ' . > > ش: قوله في ' الصحيح ' أي: ' صحيح البخاري ' . > > قوله: عن عائشة هي أم المؤمنين ، وزوج النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وبنت أبي بكر الصديق رضي الله > عنهما ، تزوجها النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وهي بنت سبع سنين ، ودخل بها وهي بنت تسع سنين ، وهي أفقه > النساء مطلقاً ، وأفضل أزواج النبي [ صلى الله عليه وسلم ] إلا خديجة ففيهما خلاف كثير . ماتت سنة سبع > وخمسين على الصحيح ، قاله الحافظ . > > قوله: ' من نذر أن يطيع الله فليطعه ' أي: فليفعل ما نذره من طاعة الله وقد أجمع > العلماء على أن من نذر طاعة بشرط يرجوه كقوله: إن شفى الله مريضي فعلي أن أتصدق > بكذا ونحو ذلك ، وجب عليه أن يوفي بها مطلقاً إذا حصل الشرط ، إلا أنه حكي عن أبي > حنيفة أنه لا يلزمه الوفاء بما لا أصل له في الوجوب ، كالاعتكاف ، وعيادة المريض . > والحديث حجة عليه ، لأنه لم يفرق بين ماله أصل في الوجوب وما لا أصل له ، فإنه نذر > ابتداء كقوله: لله تعالى علي صوم شهر فالحكم أيضاً كذلك في قول الأكثرين . وعن بعضهم > أنه لا يلزم ، والحديث حجة عليه أيضاً ، لأنه لم يفرق بين ما علقه على شرط وبين ما نذره > ابتداء . > > قوله: ' ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ' زاد الطحاوي ' وليكفر عن يمينه ' . قال ابن >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام