> شهد الله تعالى بأنه دينه قبل شهادة المخلوقين ، وأنزلها تتلى في كتابه إلى يوم الدين . > فقال تعالى وهو العزيز العليم: ^ ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما > بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) ^ [ آل عمران: 18 ] . > > جعل أهله هم الشهداء على الناس يوم القيامة ، لما فضلهم به من الأموال ، و الأعمال ، > والاعتقادات التي توجب إكرامه . > > فقال تعالى ولم يزل عزيزاً حميداً: ^ ( وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على > الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) ^ [ البقرة: 143 ] . > > وفضله على سائل الأديان ، فهو أحسنها حكماً ، وأقومها قيلا . > فقال تعالى: ! 2 < ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا > 2 ! [ النساء: 125 ] . > > وكيف لا يميز من له بصيرة بين دين اسس على تقوى من الله ورضوان ، > وارتفع بناؤه > على طاعة الرحمن ، والعمل بما يرضاه في السر والإعلان ، وبين دين أسس على شفا جرف > هار ، فانهار بصاحبه في النار ، أسس على عبادة الأصنام و الأوثان ، والالتجاء إلى الصالحين > وغيرهم من الإنس والجان ، عند الشدائد والأحزان ، وصرف مخ العبادة لغير الملك الديان ، > ورجا النفع والعطاء والمنع ممن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً عن غيره من نوع > الإنسان ، ودعوى التصرف في الملك لصالح رميم في التراب والأكفان . قد عجز عن دفع > ما حل به من أمر الله ، فكيف يدفع عمن دعاه من بعيد الأوطان ؟ ! > > أو فاسق يشاهدون فسقه وفجوره فهو أبعد الناس من الرحمن ، أو ساحر يريهم من > سحره ما يحير به الأذهان ، فيظن المخذولون أنها كرامة من الله ، وإنما هي من مخاريق > الشيطان ، تباً لهم سدوا على أنفسهم باب العلم والإيمان ، وفتحوا عليها باب الجهل > والكفران . قابلوا خبر الله بالتكذيب ، وأمره بالعصيان . > > أخبر بأن الهدى والنور في كتابه ، فقالوا: كان ذاك فيما مضى من الزمان ، وأمرهم > باتباع ما أنزل إليهم من ربهم ، ولا يتبعوا من دونه أولياء ، فقالوا: لا بد لنا من ولي غير > القرآن . إن جئتهم بكتاب الله قالوا: حسبنا ما وجدنا عليه أهل الزمان ، أو جئتهم بسنة > رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] قالوا: خالفها الشيخ فلان ، وهو أعلم منا ومنكم ، فاعتبروا يا أولي الإيمان . > عمدوا إلى قبور الأنبياء والصالحين ، فبنوا عليها البنيان ، ونقشوا سقوفها والحيطان ، وحلوها > بالغالي من الأثمان ، وألبسوها ألوان الستور الحسان ، وجعلوا لها السدنة والخدام ، فعل عباد > الأوثان والصلبان ، وذبحوا ونذروا لمن فيها ، وقربوا لهم القربان ، وقالوا: هؤلاء شفعاؤنا في > كشف الكروب ، وغفران الذنوب ، ودخول الجنان . >