> ويكون معنى الإيواء فيه الرضى به والصبر عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر عليها فاعلها ، > ولم ينكر عليه ، فقد آواه . > > قلت: الظاهر أنه على الرواية الأولى يعم المعنيين ، لأن المحدث أعم من أن يكون > بجناية أو ببدعة في الدين ، بل المحدث بالبدعة في الدين فسر من المحدث بالجناية ، > فإيواؤه أعظم إثماً ، ولهذا عده ابن القيم في كتاب ' الكبائر ' وقال: هذه الكبيرة تختلف > مراتبها باختلاف مراتب الحدث في نفسه ، فكلما كان الحدث في نفسه أكبر ، كانت الكبيرة > أعظم . > > قوله: ' ولعن الله من غير منار الأرض ' . قال المصنف: هي المراسيم التي تفرق بينك > وبين جارك . وقال النووي: منار الأرض - بفتح الميم - علامات حدودها ، والمعنى واحد . > قيل: وتغييرها أن يقدمها أو يؤخرها ، فيكون هذا من ظلم الأرض الذي قال فيه [ صلى الله عليه وسلم ] : ' مَنْ > ظَلَمَ شِبْراً مَنَ الأَرضِ طُوقَهُ يَوم القِيَامةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضين ' رواه البخاري ومسلم . > > وفي الحديث دليل على جواز لعن أنواع الفساق ، كقوله: ' لَعَنَ الله آكِلَ الرِّبا ومُؤكِلَهُ > وكاتِبَه وشَاهِدَيْهِ ' ونحو ذلك ، فأما لعن الفاسق المعين ففيه قولان: ذكرهما شيخ الإسلام >