فهرس الكتاب
الصفحة 135 من 639

> > قال ابن هشام: وكانوا يسمعون منها الصوت . وقال أبو صالح: العزى نخلة كانوا > يعلقون عليها السيور والعهن ، رواه عبد بن حميد وابن جرير . فتأمل فعل المشركين مع هذا > الوثن ، ووازن بينه وبين ما يفعله عباد القبور من دعائها ، والذبح عندها ، وتعليق الخيوط > وإلقاء الخرق في ضرائح الأموات ونحو ذلك ، فالله المستعان . > > وأما مناة ، فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة ، وكانت خزاعة والأوس > والخزرج يعظمونها ، ويهلون منها للحج إلى الكعبة وأصل اشتقاقها من اسم الله المنان ، > وقيل: من منى الله الشيء: إذا قدره . وقيل سميت مناة لكثرة ما يمنى ، أي: يراق عندها > من الدماء للتبرك بها . قال ابن هشام: فبعث رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] علياً فهدمها عام الفتح . قال ابن > إسحاق في ' السيرة ': وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت ، وهي بيوت تعظمها > كتعظيم الكعبة ، لها سدنة وحجاب ، وتهدي لها كما يهدي للكعبة ، وتطوف بها وتنحر > عندها ، وهي تعرف فضل الكعبة عليها ، لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم عليه السلام > ومسجده . قلت: هذا الذي ذكره ابن إسحاق من شرك العرب هو بعينه الذي يفعله عباد > القبور ، بل زادوا على الأولين . إذا تبين هذا فمعنى الآية كما قال القرطبي: إن فيها حذفاً > تقديره: أفرأيتم هذه الآلهة هل نفعت أو ضرت حتى تكون شركاء لله ؟ ! > > وقال غيره: ومناة الثالثة الأخرى ، ذم وهي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله: ^ ( وَقَالَتْ > أُولَهُمْ لأخْرَاهُمْ ) ^ [ الأعراف: 39 ] أي وضعاؤهم لرؤسائهم . وقوله: ! 2 < ألكم الذكر وله الأنثى > 2 ! [ النجم: 21 ] قال ابن كثير: أي أتجعلون له ولداً وتجعلون ولده الأنثى ، وتختارون > لكم الذكور ؟ ! وقال غيره: يجوز أن يراد اللات والعزى ومناة إناث ، وقد جعلتموهن لله > شركاء ، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث وتستنكفوا من أن يولدن لكم ، أو ينسبن إليكم ، > فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أنداداً لله وتسمونهن آلهة ؟ ! > > قلت: ما أقرب هذا القول إلى سياق الآية . > > وقوله: ( تلك إِذاً قسمة ضيزى ) أي: جور وباطلة ، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة > التي لو كانت بين مخلوقين كانت جوراً وسفهاً ، فتنزهون أنفسكم عن الإناث ، وتجعلونهن > لله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ؟ ! > > قوله: ^ ( إِنْ هيَ إلا أَسْمَاءٌ سَميتمُوهَآ أَنتُم وَءابآؤُكُم ) ^ [ النجم: 23 ] قال ابن كثير ، ثم قال > منكراً عليهم فيما ابتدعوه ، وأحدثوه من الكذب والافتراء والكفر من عبادة الأصنام ، > وتسميتها آلهة: ^ ( إنْ هِىَ إِلا أَسْمَاءٌ سَميتمُوهَآ أَنتُم وَءابآؤُكُم ) ^ أي: من تلقاء أنفسكم ^ ( مَآ أَنَزَلَ اللهُ > بِهَا مِن سُلْطَنٍ ) ^ ، أي: من حجة ! 2 < إن يتبعون إلا الظن > 2 ! أي: ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم > بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم ، وإلا حظ أنفسهم في رياستهم ، وتعظيم >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام