فهرس الكتاب
الصفحة 134 من 639

> مسجد الطائف اليسرى ، فلم يزل كذلك إلى أن أسلمت ثقيف ، فبعث رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] > المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار ، وعلى الثانية قال ابن عباس: كان رجلاً يَلُت السَّويقَ > للحاج ، فلما مات عَكَفُوا على قبره ' ، ذكره البخاري . وقال ابن عباس كان يبيع السويق > والسمن عند صخرة ويلته عليها ، فلما مات ذلك الرجل ، عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاماً > لصاحب السويق . وعن مجاهد نحوه ، وقال: فلما مات عبدوه . رواه سعيد بن منصور > والفاكهي ، وكذا روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ' أنهم عبدوه ' . وقال ابن جريج: > كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت ، فلما توفي جعلوا إلى قبره وثنا ، وبنحو ذلك قال > جماعة من أهل العلم ، ولا تخالف بين القولين ، فإن من قال: إنها صخرة لم ينف أن تكون > صخرة على القبر أو حواليه فعظمت وعبدت تبعاً لا قصداً ، فالعبادة إنما أرادوا بها صاحب > القبر ، فهو الذي عبدوه بالأصالة ؛ يدل على ذلك ما روى الفاكهي عن ابن عباس أن اللات > لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت ، ولكنه دخل الصخرة فعبدوها ، وبنوا عليها > بيتاً ، فتأمل فعل المشركين مع هذا الوثن ، ووازن بينه وبين بناء القباب على القبور ، > والعكوف عندها ودعائها ، وجعلها ملاذاً عند الشدائد . > > وأما العزى فقال ابن جرير: كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة بين مكة والطائف > كانت قريش يعظمونها ، كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم . فقال > رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : ' قولوا: الله مَوْلاَنا ولا مَوْلى لَكُم ' وروى النسائي وابن مردويه عن أبي > الطفيل قال لما فتح رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] مكة ، بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العُزَّى ، > فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات ، وهدم البيت الذي كان عليها ، ثم > أتى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فأخبره ، فقال: ارجح فإنك لم تصنع شيئاً ، فرجع خالد ، فلما أبصرته السدنة > وهم حجبتها امتنعوا في الجبل وهم يقولون: يا عزى يا عزى فأتاها خالد ، فإذا امرأة عريانة > ناشرة شعرها ، تحفن التراب على رأسها فعلاها بالسيف حتى قتلها ، ثم رجع إلى > رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] فأخبره فقال: تلك العزى . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام