عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر: 8) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يهلك نفسه من أجل هداية الناس ولم يهلك نفسه من أجل إقامة الحجة عليهم وإن كان كما ذكرنا يلزم من البلاغ العام قيام الحجة.
و الدليل على أن الشيخ عبد اللطيف رحمه الله لم يرد قيام الحجة في أًصل ذكر تعريف أهل العلم بمباني الإسلام والمسائل الإجماعية والنصوص القطعية وهذه المسائل يدخل فيها المسائل الظاهره والخفية وغيرها.
و أما قيام الحجه على الأعيان فهذه مسألة أخرى غير مسألة البلاغ المبين العام فالحجة على المعين في أصل الدين تقوم بأدنى من هذا بكثير كما ذكر ابن القيم رحمه الله في طبقات المكلفين فكل من أعرض وإن كان غير متمكن من الحجه فقد أقيمت عليه الحجه ويدخل في كلام ابن القيم رحمه الله من لم يتمكن من الحجه وعلم الحق ثم صد عنها فهؤلاء حكمهم حكم من تمكن من الحجه فكيف إذا كان متمكنا منها.
و الشيخ عبد اللطيف رحمه الله نقل كلام ابن القيم في الطبقة السابعة عشر ثم علق عليه قائلا (فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ... ) وهذا الكلام في قيام الحجة لا في البلاغ العام فتدبر الفرق بين النقلين يتبين لك المراد منهما.
م: وقال أيضا (وأي عالم وأي فقيه اشترط في قيام الحجة والبيان معرفة علم المخاطب بالحق؟ 000 وإنما يشترط فهم المراد للمتكلم والمقصود من الخطاب لا أنه حق وهذا هو المستفاد من نصوص الكتاب والسنة وكلام أهل العلم) مصباح الظلام 123.122 0
ش: فيه ردٌ على المرجئة الذين يشترطون فهم المخاطب وعلمه بالحق ويزعمون أنَّ الكفرَ لا يكون إلاّ من جحود.
ش:
1 -فهم الحجة:
أ-يعني الحوار والتعريف واقتناع المخاطب.
ب- قد ترى في كلام أهل العلم اشتراط إقامة الحجة في المسائل الخفية ويريدون به فهم الحجة على معنى الحوار والاقناع لا معنى بلوغ الرسالة فقط.