ش: (النص للحفظ في غاية الأهمية)
من تلبس بالشرك فهو مشركٌ قامت فيه حقيقةُ الشرك، فإن كان مسلماً قبل فعله الشرك ارتد به، لأنَّ الشركَ والتوحيدَ ضدان لا يجتمعان، ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان سوية، فلا بد من ثبوت أحد النقيضين.
ملاحظة: الأضدادُ لا تجتمع، ولكن يمكن أن ترتفع سويةً، ولذا قال الامامان الجليلان (ونقيضان .. ) لأنَّه لابدَّ من ثبوت أحد النقيضين مع ارتفاع الاخر، وهذا من دقة فهم أئمة الدعوة رحمهم الله.
ش: الشركُ فعلٌ مذمومٌ قبلَ الرسالة وبعدها، معلومٌ قبحُه وبطلانُه، والنّاس مستحقون للعذاب بشركهم ولكن اللهَ مَنَّ على عباده؛ فما أوجب عليهم ترك الشرك ولزوم التوحيد إلا بالسّمع، و لهذا لا يعذبُ عبادَه إلا بعد قيام الحجة الرسالية عليهم، قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) .
م: قال تعالى (ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا)
ش: ما قدمت أيديهم هو الشرك المعلوم ذمُّه، وهم مستحقون للعذاب (المصيبة) لولا منّ الله على عباده (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) .
م: وفي الحديث المتفق عليه عن حذيفة قال (يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير)
ش: سمَّى حذيفةُ زمنَ الشرك جاهليةً وشراً وإن كان قبل الرسالة.
م: وفي الحديث عن عمرو بن عبسة السلمي قال (كنت وأنا في الجاهلية أظن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شئ وهم يعبدون الأوثان) رواه مسلم.
ش: عمرو بن عبسة رضي الله عنه كان من الحنفاء، وكان يعلم قبح الشرك وضلال الناس قبل الرسالة لأنَّ قبحَ الشرك واضحٌ بيِّن. قال الشيخُ محمّد لما ذكر ما في قصة عمرو بن عبسة من الفوائد: الأولى كون الشرك يعرف قبحه بالفطرة. (الدرر 52:8) .
وقد يسّر الله شرح فوائد الإمام محمد بن عبد الوهاب على قصة عمرو بن عبسة في رسالةٍ لطيفةٍ فلله الحمد والمنّة.