ش:
1 -هذا نصٌ من شيخ الإسلام على أنَّ من قامت فيه حقيقةُ الشرك (يعبد غير الله) فهو مشركٌ، ولا يمكن أن يسمى موحداً سواءً قامت عليه الحجةُ أو لم تقم، فإذا رأيت في كتب شيخ الإسلام وأئمة الدعوة وصفاً لإنسانٍ بفعل الشرك (كقولهم يستغيث بغير الله ... ) فاعلم أنهم قد الحقوا به اسم الشرك، لأنه لا فرق بين القول والقائل والفعل والفاعل وبين النوع والعين في باب الشرك الأكبر.
فائدة: قال الشيخ أبو مريم عبد الرحمن بن طلاع المخلف حفظه الله:
"من بدع هذا العصر الشرعية واللغوية والعقلية التفريق بين الفعل والفاعل، فالأصل لغة وشرعاً بل وعقلاً: أنَّ من فعل فعلاً سُمي بهذا الفعل؛ فمن أكل سمي آكلاً، ومن شرب سُمي شارباً، سواءً قيل بأنَّ الاسم مشتقٌ من المصدر أو من الفعل، فكل النحويين متفقون على ذلك، وإن اختلفوا في أصل الإشتقاق؛ لأن المصدر والفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل، فشاربٌ مثلاً يتضمن حدث الشرب، وهذا الحدث موجود في في الفعل والمصدر، وفارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن،"
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات.
و كذلك شرعاً؛ كل من فعل فعلا سُمي بهذا الفعل فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركاً ومن ابتدع في الدين سمي مبتدعاً، ومن شرب الخمر سمي شارباً للخمر." (مقال الفرق بين الكفر والشرك -منتدى أهل الحديث) "
مثال: قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:"فمن عبد اللَّه ليلاً ونهاراً ثم دعا نبياً أو ولياً عند قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا اللَّه، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره ..." (تاريخ نجد ص 341) . لم يفرق الشيخ محمد رحمه الله بين الفعل والفاعل فسماهم مشركين لقيام حقيقة الشرك فيهم بدعائهم غير الله.
2 -من زعم أنَّ هناك قسمٌ ثالثٌ؛ موحدٌ مشركٌ!! فهو ضالٌ مبتدعٌ مخالفٌ لقول أهل السنة.
م: وقال الشيخ عبد الرحمن في شرحه لأصل الإسلام وقاعدته وعبد اللطيف في المنهاج ص 12، قالا (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لا يجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان) 0