ش: إعلم أخي الكريم أنّه ما أتى نبي قومه بدعوة التوحيد إلا نشطت ضده الدعاية المضادة المضللة للرأي العام متهمة إياه بالجنون تارة وبالسفه والضلال والسحر تارة أخرى، وصدق- والله- ورقة إذ يقول: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي (البخاري حديث 3) وكان لهذه الحملات الإعلامية أكبر الأثر في صد الناس عن دين الله والإعراض عن رسله، فهل عذر الله هؤلاء لما أعرضوا واتبعوا أمر كل كفار أثيم أم أنزل بهم أشد العذاب؟!
م: قال تعالى (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون) وقال تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وقال تعالى (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون) ، وعند أحمد من حديث جابر (حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر فيأتيه قومه فيقولون إحذر غلام قريش لا يفتنك) .
وقال الشيخ عبد اللطيف (وإذا بلغ النصراني ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينقد لظنه أنه رسول الأُميين فقط فهو كافر وإن لم يتبين له الصواب في نفس الأمر كذلك كل من بلغته دعوة الرسول بلوغا يعرف فيه المراد والمقصود فرد ذلك لشبهة أو نحوها فهو كافر وإن التبس عليه الأمر وهذا لاخلاف فيه) مصباح الظلام ص 326
ش: تأمَّل في قوله (وهذا لا خلاف فيه) .
م: وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد له راية وبعثه إلى رجل نكح امرأة أبيه أن اضرب عنقه وخذ ماله) رواه أبو داود والنسائي والدارمي والبيهقي وابن الجارود في صحيحه،
ش: هذا الرجل استحل أمراً ظاهراً ولم يكن من الثلاثة المذكورين بل كان يعيش بين ظهراني المسلمين (الحجة قائمة عليه) فارتد بذلك الفعل (ردة مغلظة) واستحق القتل ولم يعرِّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة ذلك ولم يستتبه.