وببيانهم أن هذا من عند الله وهذا كلام رسول الله فلا حجة بالوحيين إذ النقل والتعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم كما قال علي رضى الله عنه في حديث كميل بن زياد بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه كي لا تبطل حجج الله، وبالجملة فالحجة في كل زمان ومكان إنما تقوم بأهل العلم ورثة الرسل) مصباح الظلام 124،123،
ش:1 - الحجة تقوم بالتعريف، وتقوم أيضاً بالتمكن من العلم ووجود الدعوة القائمة والبلاغ والوجود في مكان العلم كما تقدم.
2 -تقوم الحجة بالوحيين عند وجود المبلغ الذي يبين للناس أن هذا الكتاب هو كتاب الله رب العالمين وهذه السنة هي سنة نبيه، فإذا عدم المبلغ واندرس العلم وخفيت أثار الرسالة لم تقم الحجة العامة بهما على أهل ذلك الزمان، ولكن قد تقوم بهما الحجة الخاصة على المتمكن من فهم معانيها وعلى العاجز المعرض وقد تقدم لك الفرق بين العاجز المريد للهدى والذي لم يرفع بذلك رأساً، وقد نقل الشيخ علي الخضير إجماع أئمة الدعوة على أن زمن ظهور شيخ الإسلام محمد كان زمن فترة على الرغم من وجود كتاب الله وكتب السنة.
*ويقول الشيخ عبد الرحمن بن طلاع المخلف معلقا على كلام الشيخ عبد اللطيف:
هنا نكتة مهمة جدا يجب التنبه لها وهي هناك فرق بين البلاغ العام وبين قيام الحجة على الأعيان.
نعم البلاغ العام لا يقوم به إلا أهل العلم وورثة الرسل وليس معنى هذا أن الأعيان وقتها غير مقامه الحجه عليهم فمن قال حينها بأن كل عين قبل البلاغ العام الحجه غير مقامه عليهم فقد كذب وافترى.
فإذا كان المشركون قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من أعيانهم الحجه مقامه عليهم ولم يكن هناك بلاغ عام لذا ما أراه من كلام الشيخ أنه يريد بذلك البلاغ العام لا قيام الحجة على الأعيان قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92) .
و قال (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة: 99 (.
و قال (فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82) .
نعم يلزم من البلاغ العام قيام الحجه على من لم تقم عليه الحجه قبله.
ثم إن المقصود من البلاغ العام هو هداية الناس وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6)
و قال (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ