ولو قبل قيام الحجة، فكيف إذا كان بعدها؟
م: (أمثال أهل الفترات والجاهل والمتأول والمخطئ وزمن غلبة الجهل وقلة العلم، أما المعاند والمعرض مع التمكن فيضاف لهم مع ذلك اسم الكفر(لقيام الحجة) المتعلق بالتعذيب والقتل والقتال وما يتبعه كما سوف يأتي إن شاء الله)
قال تعالى (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين)
ش: سمّاهم الله مشركين وإن كانوا أهل فترة، فهؤلاء لحقهم (اسم) الشرك ومنع الله المؤمنين من الاستغفار لهم (حكم) .
ملاحظة: أهل مكة قامت عليه الحجة بدعوة الحنفاء (أنظر القسم الثامن من هذا الكتاب، باب 58)
م: وقال تعالى (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) فسماهم مشركين قبل مجيء الرسالة،
ش: لأنَّ اسم الشرك لا علاقة له بالرسالة كما تقدم مراراً، فمن قامت فيه حقيقة الشرك فهو مشرك.
م: وقال تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) فسماه مشركا قبل سماع الحجة،
ش: إذا كان هذا حال أهل الفترة الذين لا سبيل لهم إلى تحصيل العلم فما بالك بجهال المشركين الذين يعيشون بين ظهراني المسلمين! فدلالة هذه الآيات عليهم من باب قياس الأولى.
م: وقال تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) فسماهم مشركين قبل البينة،
ش: أي قبل قيام الحجة.
م: وقال تعالى (فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)
ش: هؤلاء وصفهم الله-وهم أهل فترة- بفعل الشرك، و قد تقدم أنَّ من فعل الشرك فهو مشرك.
م: وقال تعالى (أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل)
ش: أباؤهم كانوا أهل فترة؛ فعلوا الشرك فلحقهم اسمه.