فإذا كان مَنْ وَعَد المشركين الكارهين لما نزَّل الله بطاعتِهم في بعض الأمر كافراً ، وإنْ لم يفعل ما وعدَهُم به . فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما نزَّل الله من الأمر: بعبادته وحدَه لا شريك له …
وقد قال تعالى في موضعٍ آخر: { يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (1) } .
ففي هاتين الآيتين البيان الواضح: أَنَّه لا عذرَ لأحدٍ في الموافقة على الكفر ، خوفاً على الأموال والآباء ، والأبناء والأزواجِ والعشائر ، ونحو ذلك مما يعتذر به كثيرٌ من النَّاس.
إذا كان لم يرخِّص لأحد في موادَّتهم ، واتخاذهم أولياء بأنفسهم: خوفاً منهم وإيثاراً لمرضاتهم . فكيف بمن اتَّخذ الكفار الأباعد أولياء وأصحاباً ، وأظهر لهم الموافقة على دينهم ، خوفاً على بعض هذه الأمور ومحبَّةً لها ؟! ومن العجب استحسانهم لذلك واستحلالهم له . فجمعوا مع الرِّدَّة استحلالَ المحرَّم )) (2) .
وقال في"تيسير العزيز الحميد":
(( من استهزأ بالله ، أو بكتابه أو برسوله ، أو بدينه ، كفرَ ولو هازِلاً لم يقصِد حقيقةَ الاستهزاء ؛ إجماعاً .
قال: وقول الله تعالى: { وَلئِنْ سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } (3) .
(1) سورة التوبة: 23.
(2) من رسالة"الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك" ( ص29-57 مع حذفٍ غير قليل ) . مكتبة دار الهداية .
(3) سورة التوبة: 65-66.