فهرس الكتاب
الصفحة 119 من 127

فأجاب بقوله: هذا العمل وهو الاستهزاء بالله أو رسوله ? ، أو كتابه أو دينه ولو كان على سبيل المزْح ، ولو كان على سبيل إضْحاك القوم كفرٌ ونفاقٌ ، وهو نفس الذي وقع في عهد النبي ? ، في الَّذين قالوا:"ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغبَ بطوناً، ولا أكذبَ ألسُناً ، ولا أجبنَ عند اللِّقاء". يعني رسول الله، ? ، وأصحابَه القراء فنزلت فيهم: { وَلئِنْ سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } )) (1) .

الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحمن الجبرين(2):

قال في"الجواب الفائق في الرَّدِّ على مبدِّل الحقائق":

(( فنحن نستدلُّ بفعل الإنسان على عقيدته ، فمتى رأينا شخصاً وقف عند قبر إنسانٍ معظَّمٍ في نفسه ، وخضع برأسِه ، وتذلَّل ، وأهطع ، وأقنع ، وخشع ، وخفَّض صوته ، وسكنت جوارحُه ، وأحضر قلبه ولبَّه، أعظم مما يفعل في الصَّلاة بين يديّ ربِّه عزَّ وجلَّ وهتف باسم ذلك المقبور ، وناداه نداء من وثق منه بالعطاء ، وعلَّق عليه الرَّجاء ونحو ذلك، فإنَّنا لا نشكُّ أنَّه والحالة هذه يعتقد أنَّه يعطيه سؤلَه ويدفع عنه السوءَ ، وأنَّه يستطيع التصرُّفَ في أمرِ الله ، ففعله هذا دليل سوء معتقده ، فلا حاجة لنا أن نسألَه: هل أنت تعتقد أنَّه يضرُّ وينفعُّ من غير إذنِ الله ؟ فالله تعالى ما كلَّفنا أن ننقِّب عن قلوب النَّاس ، وإنَّما نأخذهم بموجب أفعالهم وأقوالهم الظَّاهرة ، وهذا الشَّخص قد خالف قول الله تعالى: { وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ(3) } .

(1) المصدر السابق (2/156) .

(2) وُلد الشيخ عام: 1349هـ.

(3) سورة يونس: 106.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام