فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 127

…قال في"الجامع الأصغر": (( إذا أطلق الرجل كلمةَ الكفر عَمْداً لكنّه لم يعتقد الكفرَ ؛ قال بعض أصحابنا: لا يكفر لأَنَّ الكفر يتعلَّق بالضَّمير ولم يعقد الضَّمير على الكفر ، وقال بعضهم: يكفُر ، وهو الصحيح عندي لأَنَّه استخفَّ بدينه ) ) (1) .

العلاَّمة أبو محمَّد عليُّ بن حزم(الظاهريّ)(2). ت:456هـ

قال في"الفِصَل": (( وأمَّا قولهم(3) إِنَّ شَتْمَ الله تعالى ليس كفراً وكذلك شَتْمَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فهو دعوى ، لأن الله تعالى قال: يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ

إِسْلامِهِمْ (4) فنصَّ تعالى على أَنَّ من الكلام ما هو كفرٌ .

…وقال تعالى: { إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ (5) } فنصَّ تعالى أَنَّ من الكلام في آيات الله تعالى ما هو كفرٌ بعينِه مسموعٌ .

(1) انظر"البحر الرائق"لابن نجيم (5/134) دار الكتاب العربي ط2. و"الدر المختار"لابن عابدين (6/358) دار الكتب العلمية ط1 - 1415هـ. وانظر ترجمة السمرقنديّ في"معجم المؤلفين" (12/96) ، و"تاج التراجم"لقُطلوبغا (برقم265) .

(2) حمده شيخ الإسلام في مسائل الإيمان وذمه في مسائل الصفات ، فقال في"الفتاوى" (4/18-19) : (( وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنَّفه من الملل والنحل إنما يُستحمد بموافقة السنة والحديث ، مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ) )وقال: (( وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره ، وأعلم بالحديث وأكثر تعظيماً له ولأهله من غيره ، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ) ).

(3) يعني الجهميَّة والمرجئة.

(4) سورة التوبة: 74.

(5) سورة النساء: 140.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام