فبالإشارة إلى المعاملة المرفوعة إلينا من المحكمة الكبرى بالرِّياض برقم 4259/1 وتاريخ 20/8/1385 بخصوص قضية السَّجين عليّ .. الَّذي طلب برسالته الموجَّهة إلى صوت الإنجيل الانضمام إلى الدِّين المسيحيِّ .
فقد جرى منَّا الاطلاع عليها وعلى التَّحقيق المجرى معه من قِبَل الاستخبارات العامّة
ونفيد سموَّكم أنَّما صدر منه يعتبر رِدَّةً والعياذ بالله ، ولكن قال في جوابه المرفق بالمعاملة بأنَّه يتسلَّى بما كتب ويقطع فراغه بهذا وأمثالِه وهو باقٍ على دينه الإسلام وعلى اعتقاده
فيه ، فلقد سبقه في هذا الجواب منافقون قالوا دون ما قال ، واعتذروا لرسول الله ? بأنَّهم كانوا يخوضون ويلعبون ، وأنَّهم لا يعنون ما قالوه ؛ فأنزل الله في حقِّهم قوله تعالى: { قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } …
فيتعيَّن إحضار المذكور لدى المحكمة ، وتعاد استِتَابتُه لدى فضيلة رئيسها وتلفُّظُه بالشهادتين ، ومن ثم يؤكَّد عليه وجوب الاغتسال نتيجة الارتداد والعياذُ بالله ، ثمَّ التَّوبة . كما أنَّه ينبغي تعزيره بالسِّجن فقط ، نظراً لمرضه وضعف حاله عن تحمُّل الجزاء بالضَّرب ، ويلاحظ في سجنه عدم التضييقِ عليه . وبالله التوفيق . والسَّلام عليكم )) (1) .
قال في"أضواء البيان"عند تفسير قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللهِ وَرَسُولِهِ } (2) .
(( اعلم أنَّ عدم احترام النَّبي ? المشعرُ بالغضِّ منه أو تنقيصِه ? والاستخفاف به أو الاستهزاء به ردَّةٌ عن الإسلام وكفرٌ بالله ) ).
وفي تفسير قوله تعالى: { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا (3) } قال:
(1) المصدر السابق (12/193-194) .
(2) سورة الحجرات: 1.
(3) سورة النور: 1.