الوَخيمةِ الَّتي صدرت منه ، وأنَّ هذا يُعتبر رِدَّةً صريحةً تخرِجه من الإسلام وتهدِر دمه إنْ لم يتُبْ منها ويظهر التَّوبة والنَّدم والاستغفار والعزم على أَنْ لا يعودَ إلى ما قاله أبداً ، لأَنَّه والعياذ بالله قد خلع رِبقةَ الإسلام من عنقه بقولِه: أنا مسيحيٌّ . وارتدَّ بذلك من الإسلام إلى دين النَّصرانيَّة ، مع مجاهرته بردِّ الحقِّ ، واحتقارِ من قام به ، واستخفافه بأمرِ الصَّلاة الَّتي هي عمود الإسلام ، ومع ما في قوله: إنَّه يهوى النَّار من عدم إيمانه بالجزاء أو الاستخفاف به ، وكلُّ هذه جرائمُ متكررةٌ ، وقد وعظْناه واستَتَبْناه فتابَ إلى الله واستغفر وأظهر التَّوبة والنَّدم على ما بدَرَ منه ، فبلَّغناه بأنَّ عليه أنْ يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله ، وأنْ يتبَّرأ من كلِّ دينٍ يخالف دينَ الإسلام ، ففعل ذلك، وأخبرنَاه بأنَّ عليه أنْ يغتسل غسلَ الإسلام ، وأوصيناه بالمحافظة على شرائع الإسلام ومن ضمْنِها صلاة الجماعة . فاستعدَّ لذلك كلِّه ، فعليه سقط عنه القتل بالتَّوبة ، ولكن نظراً لأَنَّه تجرَّأ على أمرٍ عظيمٍ وهو بين ظهرانيّ المسلمين فإنَّ عليه التعزير البليغ بالضَّرب والحبس بما يراه وليُّ الأمر ليكون زجراً له وردْعاً لأمثاله، ويحضر التَّعزير مندوبٌ من هيئة الأمر بالمعروف.والله يحفظكم )) (1) .
وجاء في رسالةٍ أخرى:
(3907) - (( طلب الانضمام إلى الدين المسيحي وقال إنه يتسلى بذلك ) ):
من محمَّد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السموِّ الملكي أمير منطقة الرِّياض…سلَّمه الله…
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد:
(1) "فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم" (12/191-193) .مطبعة الحكومة بمكة المكرمة ط1.