… (( … فانظر إلى تفريقه - يعني شيخ الإسلام - بين المقالات الخفيَّة والأمور الظَّاهرة فقال في المقالات الخفيَّة التي هي كفرٌ: قد يقال: إِنَّه فيها مخطيءٌ ضالٌّ لم تقُمْ عليه الحُجَّة التي يكفُر صاحبها، ولم يقل ذلك في الأمور الظَّاهرةِ حكمُها مطلقاً وبما يصدرُ منها من مسلمٍ جهلاً كاستحلال محرَّمٍ أو فعلٍ أو قولٍ شركيٍّ بعد التَّعريف ولا يكفُر بالأمور الخفيَّة جهلاً كالجهل ببعض الصِّفات فلا يكفر الجاهل بها مطلقاً وإن كان داعيةً ) ) (1) .
قال في تفسير قوله تعالى: { وَلئِنْ سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2) : (( قال في"الإكليل": قال الكيا: فيه دلالة على أنَّ اللاَّعِب والجادَّ في إظهار كلمةِ الكفر سواءٌ ، وأنَّ الاستهزاء بآيات الله كفرٌ ) ) (3) .
محمَّد أنور شاه الكشميريّ .ت: 1352هـ
قال في إكفار الملحدين نقلاً عن"شرح الشفا"للخفاجي موافقاً له:
(1) "توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة ابن القيِّم" (النونيّة) (2/409) . المكتب الإسلامي ط2 - 1392هـ.
(2) سورة التوبة: 65-66.
(3) "محاسن التّأويل" (8/254) دار الفكر ط2 - 1398هـ. وسبق نقل كلام الكيا الهرَّاسي بتمامه ، ونقل القاسميّ له دون تعقيب دليل على أنّه يرتضيه . .