فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 127

((( فصل في الردة ) : نعوذ بالله منها، ونسأل الله حسنَ الخاتمة، وهي الكفرُ بعد الإسلام، ويكون بصريحٍ وبلفظٍ يقتضيه وبفعلٍ يتضمَّنُه… واللفظ الَّذي يقتضي الكفرَ كجحْدِهِ لمِا عُلِمَ من الشَّريعة ضرورةً كالصَّلاة والصِّيام… وأمَّا الفعل الذي يتضمَّن الكفر فمثل التردُّد في الكنائس والتزام الزّنار في الأعياد. انظر الخلاصة. وكتلطيخ الرُّكن الأسود بالنَّجاسات وإلقاء المصحف في القاذورات ، وكذا لو وضع رجلَه عليه استخفافاً . من القنية . وهذه الأفعال دالَّةٌ على الكفر (1) لا أَنَّها كفرٌ لِما قام من الأدلَّة على بطلان التَّكفير بالذُّنوب )) (2) .

الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني. ت:852هـ

قال في"الفتح": (( والكلام هنا في مقامين: أحدهما كونه - أيّ الإيمان - قولاً وعملاً ، والثاني كونه يزيد وينقص . فأمَّا القول فالمراد به النُّطق بالشَّهادتين ، وأَمَّا العمل فالمراد به ما هو أَعمُّ من عملِ القلب والجوارح ، ليدخل الاعتقاد والعبادات . ومرادُ مَنْ أدخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إِنَّما هو بالنَّظر إلى ما عند الله تعالى ، فالسَّلف قالوا هو اعتقادٌ بالقلب ، ونُطقٌ باللِّسان ، وعملٌ بالأركان . وأرادوا بذلك أَنَّ الأعمال شرط في كماله . ومن هنا نشأ لهم القولُ بالزِّيادة والنَّقص كما سيأتي .و المرجئة قالوا: هو اعتقادٌ ونطقٌ فقط . والكراميَّة قالوا: هو نطقٌ

(1) انظر المقدمة سادساً.

(2) انظر:"معين الحكَّام فيما يتردَّد بين الخصمين من الأحكام" (ص144) مصطفى البابي الحلبي . ط2 -1393هـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام