(( وتأمَّل أيضاً قول الشيخ رحمه الله تعالى في آخر الكلام: ولا ريب أنَّ أصل قولِ هؤلاء هو الشِّرك الأكبر ، والكفر الذي لا يغفره الله إلا بالتَّوبة منه ، وأنَّ ذلك يستلزم الرِّدَّة عن الدِّين ، والكفر بربِّ العالمين . كيف صرَّح بكفر من فعل هذا أو رِدَّته عن الدِّين إذا قامت عليه الحجَّة من الكتاب والسُّنَّة ، ثمَّ أصرَّ على فعل ذلك . وهذا لا ينازع فيه من عرف دينَ الإسلام الذي بعثَ الله به رسولَه محمَّداً ? . والله أعلم ) ) (1) .
(( وكثيراً ما يأتي هؤلاء الرَّعايا بألفاظٍ كفريَّةٍ فيقول هو يهوديٌّ ليفعلَنَّ كذا وليفعلَنَّ كذا ومرتدٌّ(2) تارةً بالقول وتارةً بالفعل وهو لا يشعر )) (3) .
محمَّد أمين ابن عابدين (الحنفيّ) . ت:1252هـ
قال في"الدرِّ المختار"في باب المرتدِّ بعد أنْ عرَّفه لغةً وشرعاً: (( وفي"الفتح": من هزل بلفظِ كفرٍ ارتد وإن لم يعتقده للاستخفاف فهو ككفر العناد ) ).
وفي حاشية"ردُّ المحتار"قال:
(( باب المرتدّ: قوله:(من هزَلَ بلفظِ كفرٍ ) أي تكلَّم به باختياره غير قاصدٍ معناه … وكما لو سجَد لصنمٍ أو وضع
مصحفاً في قاذورةٍ فإنَّه يكفر وإنْ كان مصدِّقاً ، … )) (4) .
شهاب الدِّين محمود بن عبد الله الآلوسي . ت:1270هـ
(1) انظر"الجامع الفريد" (292-33) ، و"الدرر السنيَّة" (10/149 وما بعدها) . جمع عبد الرحمن بن محمَّد بن قاسم ، الطبعة الخامسة 1413هـ.
(2) لعلها فيرتدّ.
(3) "الدواء العاجل" (ص 14) . دار الأرقم ط1 - 1405هـ.
(4) انظر"ردّ المحتار على الدرّ المختار" (6/356-358) دار الكتب العلمية ط1 - 1415هـ.