فهرس الكتاب
الصفحة 112 من 127

ونشعِر سموَّكم أنَّنا لمَّا رأينا أنَّ المسألة عظيمةٌ لا يُستهان بها أمرنا بإحضار عبد الله بن … المذكور مع الَّذين شهِدوا عليه فحضروا إلينا جميعاً ، وأدَّوا الشهادة أمامنا بحضوره . حاصله: أنَّهم نصحوه عن التَّخلف عن صلاة الجماعة ، وأنَّه عاند ولم ينتصَّح ، وكانت إجابته: أنا حرٌّ أصلِّي في بيتي ، أو في المسجد ، أو لا أصلِّي ، وبعدْ ، أنا أهوى النَّار لنفسي فما تطلبون منِّي ؟ فقالوا له: نحن ما نهوى لك النار ، وأنت مسلم . فقال: وإذا قلت: إنَّني مسيحيّ . فقالوا له: لست بمسيحيٍّ إنْ شاء الله . فقال: أنا مسيحيّ . وبسؤال عبد الله عن ما شهدوا به عليه أجابَ بأنَّه ساكنٌ في محلَّة البويبية ومن جماعة مسجد البويبية وليس من جماعة مسجد العسيلة ، وأنَّ هؤلاء الأشخاص متغرِّضين لي ، وقد جاءني رجل منهم سابقاً ، وأخيراً جاءوني تلك الليلة فاعتذرْتُ منهم بأنَّني رجلٌ موظَّفٌ ربَّما أكون في الخفارة أو في تحقيقات جنائية ، وفعلاً كنت تلك اللَّيلة في تحقيقات ما رجعت منها إلى بيتي إلاَّ السَّاعة تسعة تقريباً فرقدت، وبعد صلاة الفجر جاءوا إلى بيتي وأخذوا يدقُّون الباب وينفضونه بقوَّة ممَّا أفزع زوجتي وتركت ولدها وجاءتْني فَزِعَة ، فانتبهْتُ وخرجتُ إليهم، فما كان منهم إلاَّ أنْ تكلَّموا علي وقالوا لي: يا حمار ما تصلِّي . فأجبتهم بأنِّي أصلِّي والصَّلاة لله ، ولست بمسيحيٍّ أترك الصَّلاة ، بل أنا مسلمٌ أصلِّي لله ولا أصلِّي خوفاً من أحدٍ ، وأنَّ كلَّ ما نسبوه إليَّ خلاف هذا فلا صحَّة له . وبعد سماع كلامهم تقرَّر توقيف المذكور لَبينما يحضر من يزكِّي الشهودَ ، فحضر من زكَّاهم وثبتت عدالتهم فأحضرناه وبينَّا له أنَّ ما شهد به الشُّهود قد ثبت عليه ثبوتاً شرعياً ، وأَنَّه قد أُدين بتلك الكلماتِ (1)

(1) انظر كيف أدانه الشيخ وحكم برِدَّته بتلك الكلمات ولم ينظر إلى اعتقاده. كما سيأتي بأصرح من ذلك في الرِّسالة التي بعدها .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام