فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 437

وقيل: أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها، وفيه يقال للدون من الناس الشرط ... [إلى أن قال] :

وواحد الأشراط شرط، وأصله الإعلام، ومنه قيل الشُرَط؛ لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها، ومنه الشرط في البيع وغيره.

قال أبو الأسود:

فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا ... فقد جعلت أشراط أوله تبدو

ويقال: أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له.

قال أوس بن حجر يصف رجلا تدلى بحبل من رأس جبل إلى نبعة [1] يقطعها ليتخذ منها قوساً:

فأشرط نفسه فيها وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا) [2] .

من هذا يتبين أن الأشراط في اللغة هي علامات الشيء المتقدمة عليه والدالة عليه.

ومما يدل على تسمية هذه الأشراط في السنة بالعلامات ما جاء في حديث جبريل المشهور قال: (يا محمد، أخبرني متى الساعة، قال: فنكس، فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ثم أعاد فلم يجبه شيئا ورفع رأسه فقال:"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها علامات تعرف بها ... ) الحديث [3] ."

(1) النبعة واحدة النبع: شجرة من أشجار الجبال يتخذ منها القسي. انظر: مختار الصحاح (نبع) ص 268.

(2) الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد عبدالعليم البردوني، ط. بدون (بيروت: مكتبة الغزالي، بدون) 16/ 240.

(3) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة، ط الثالثة (بيروت: مكتب المطبوعات الإسلامية 1414 هـ/1994 م) كتاب الإيمان وشرائعه، باب صفة الإيمان والإسلام 8/ 101 - 102 (4991) من حديث أبي هريرة وأبي ذر - رضي الله عنهما -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام