فهرس الكتاب
الصفحة 267 من 437

وَظَاهِره فِي الأصْل غَيْر مُرَاد، فَالإِمْسَاك عَنْهُ عِنْد مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأخْذ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوب. وَاَللَّه أَعْلَم) [1] .

ومما يؤكد هذا المعنى في تقاصر عقول البعض عن الإدراك، ما وقع لعبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، فعن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال:

سمعت عبد الله بن عمرو، وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به، تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان الله أو لا إله إلا الله

أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحداً شيئا أبداً، إنما قلت إنكم سترون بعد قليل أمراً عظيماً يحرق البيت ويكون ويكون، ثم قال: قال رسول الله - عليه السلام: (يخرج الدجال في أمتي ... ) ثم ذكر الحديث [2] .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله:

(من العلم مالا يؤمر به الشخص نوعاً أو عيناً، إما لأنه لا منفعة فيه له؛ لأنه يمنعه عما ينفعه، وقد ينهى عنه إذا كان فيه مضرة له، وذلك أن من العلم مالا يحمله عقل الإنسان فيضر) [3] .

وقال: (المسائل الخبرية العلمية قد تكون واجبة الاعتقاد، وقد تجب في حال دون حال، وعلى قوم دون قوم، وقد تكون مستحبة غير واجبة، وقد تستحب لطائفة أو في حال كالأعمال سواء، وقد تكون معرفتها مضرة لبعض الناس فلا يجوز تعريفه بها) [4] .

(1) فتح الباري 1/ 272.

(2) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير والإيمان وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور 4/ 2258 (2940) .

(3) الاستقامة، تحقيق: محمد رشاد سالم، ط. الأولى (الرياض: دار الفضيلة 1420 هـ/2000 م) 2/ 159.

(4) الفتاوى 6/ 59.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام