أتحبون أن يكذب الله ورسوله) [1] وفي رواية: (أيها الناس، تحبون أن يكذب الله ورسوله، حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون) [2] .
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله - معلقاً عليه: (فجعل إلقاء العلم مقيدا، فرب مسألة تصلح لقوم دون قوم) [3]
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) [4] ، وفي رواية: (إن الرجل ليحدث بالحديث، فيسمعه من لا يبلغ عقله فهم الحديث، فيكون عليه فتنة) [5] .
وقال أيوب السختيانى: (لا تحدثوا الناس بما لا يعلمون فتضروهم) [6] .
وعن وهب بن منبه قال: (ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطباخ الحاذق، يعمل لكل قوم ما يشتهون من الطعام، وكذلك ينبغي للعالم أن يحدث كل قوم بما تحتمله قلوبهم وعقولهم من العلم) [7] .
ولذا نجد أن بعض الصحابة ترك التحديث ببعض الحديث للمصلحة، ومن ذلك ماقاله أبو هريرة - رضي الله عنه: (حفظت من رسول الله - عليه السلام - وعائين، فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) [8] وكذا جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
(1) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا 1/ 59 (127) .
(2) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 147.
(3) الموافقات 5/ 36.
(4) أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح 1/ 76.
(5) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 148.
(6) المرجع السابق 2/ 149.
(7) السابق 2/ 150.
(8) تقدم تخريجه ص 90.