يقول الدكتور محمد سعيد البوطي في معرض حديثه عن الدجال: (المنفذ العقلي الوحيد إلى فهم أي شيء عنه إنما هو الخبر اليقيني، ولولا ورود هذا الخبر لماتصورنا وجوده أصلاً فضلا عن الاعتقاد والإيمان بظهوره) [1] .
وهؤلاء الذين أنزلوا تلك النصوص على الوقائع والأحداث دون فهم سليم، يجعل النصوص الشرعية المتعلقة بالغيب ومنها أشراط الساعة خاضعة لمحك الواقع، ويربطها بعاملي الزمان والمكان، ويحول النص بقداسته وصدقه إلى واقع محسوس متجسد بواقعة معينة، فإن خاب الظن وأخطأ الحدس، فإن ضعاف الإيمان والعقول ينكرون النص إذ قام في مخيلتهم بناء على التسليم بهذا التنزيل أن مصداقية النص خاضعة لسلطان الواقع، وكانوا أسارى له بفعل قوته الوهمية لا الحقيقية [2] .
4_ الوقوع في إشكالات وتناقضات:
فإن من لم يثبت على قدم واحدة وواضحة في التعامل مع النصوص، سوف يقع في إشكالات وتناقضات، وهذا هو الذي حصل من بعض الكتاب ومنهم على سبيل المثال:
أ_ الأستاذ منصور عبدالحكيم: فقد حذر من قضية إسقاط النصوص على الأحداث والشخصيات [3] ثم نجده قد ملأ عدداً من كتبه بالتنزيلات والاسقاطات، ومن ذلك كما سبق أن الدجال يركب طبقاً طائراً أو أو طائرة ذات مواصفات خاصة [4] .
وقد وقع الأستاذ في حيرة واضطراب فلم يجد ماينزل عليه خوارق الدجال إلا أفلام الرسوم المتحركة والتي تسمى (أفلام الكرتون) يقول: (وأفلام الكرتون تصور لنا
(1) كبرى اليقينيات الكونية، ط. الثامنة (بيروت: دار الفكر 1402 هـ) ص 321 - 322، و 334_335.
(2) انظر: العراق في أحاديث وآثار الفتن 2/ 721.
(3) انظر: نهاية العالم ص 82.
(4) المرجع السابق ص 153، 196.