فهرس الكتاب
الصفحة 59 من 429

وأما الجواب الثاني ففيه نظر لا يصح أن يكون جوابًا للشرط إذ ليس الأمر بالتبشير مشروطًا بعجز الكافرين عن الإِتيان بمثل القرآن. ويجاب: بأنهم قد عُلم أنهم غير المؤمنين، فكأنه قيل: فإن لم تفعلوا فبشر غيرهم بالجنات"، ومعنى هذا: فبشر هؤلاء المعاندين أنهم لا حظ لهم في الجنة."

وقال السكاكي: الأمر معطوف على"قل". مقدَّره قبل (يا أيها) وحذف القول كثير.

وقيل:"معطوف على أمر محذوف تقديره:"فأنذر"."

واستدلال أبي حيان بأن سيبويه: أجاز"جاءني زيد، ومَنْ عمرو العاقلان"، على أن يكون العاقلان خبر المحذوف. غلط. إنما قال سيبويه: واعلم أنه لا يجوز:"مَن عبد الله، وهذا زيد الرجلين الصالحين"رفعت أو نصبت؛ لأنك لا تُثْني إلا على من أثْبَتَّه، وعلمتَه، ولا يجوز أن تخلط من تعلم ومن لا تعلم فتجَعلهما بمنزلة واحدة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام